النقل التلفزيوني وتوطين التقنية
ما زال ملف حقوق النقل التلفزيوني لدوري زين السعودي ساخناً، وأخذ السباق نحو الفوز بحقوق الملف يزداد ضراوة، وساهم التأخير في طرح هذا الملف من قبل هيئة دوري المحترفين في زيادة سخونته، ومع اقتراب موعد التوقيع مع الناقل الجديد بدأت الصورة تتضح بأن هناك أكثر من ملف لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، فهناك ملف لناقل داخلي، وهناك ملف لناقل خارجي، وكلُ من الطرفين يسعى لكسب الجولة لصالحه بكل قوة، وهذا ما يفسر السعي الكبير من قبل الأستاذ أحمد المقيرن أحد المستثمرين البارزين في المجال الرياضي للخروج في برنامج "الجولة" كي يدعم ملفه المقدم للرئيس العام، الذي يتضمن عقدا لشركة بريطانية تتولى التصوير والإخراج، وبين معارض ومؤيد لهذا التوجه الاستثماري الذي سيفقد الشباب السعودي فرصا وظيفية كثيرة نتيجة لذلك، فهناك من يرى أن يتم قصر هذا الملف على الشركات الوطنية مع منحها كامل الثقة، وكذلك الدعم المناسب كي تتولى حقوق هذا الملف، وبين هذا وذاك من الأصوات فالأجدر إن كان لا بد من إحضار شركة من خارج البلاد بهدف تطوير ورقي النقل التلفزيوني وإعطاء المشاهد المتعة التي ينشدها مقابل الرسم المدفوع لهذه الخدمة فالأمر مقبول، ولكن بشرط أن يتضمن العقد بنداً ينص صراحة على عودة ملكية جميع الأجهزة الفنية التي ستحضرها الشركة لهيئة دوري المحترفين بعد نهاية العقد المبرم مع قيامها بتنفيذ دورات تدريبية طوال فترة العقد من أجل تجهيز وتأهيل الشباب السعودي، كي يتعامل مع هذه الأجهزة باحترافية ومهنية عالية بعد رحيلها، فننعم بمشاهدة جميلة، ونكون قد وفرنا فرص عمل أكثر، وكذلك امتلكنا التقنية المتطورة، وأصبح شبابنا هم من يتعامل معها بعد ذلك، ولعل التجربة الناجحة في شركة البترول "أرامكو السعودية"، حيث وقعت المملكة في عام 1933، عقداً منحت بموجبه شركة سوكال الأمريكية حق الاستثمار والتنقيب عن البترول، وظلت تعمل في هذا الجانب الاستثماري إلى أن استطاعت المملكة أن تشتري جميع أصول الشركة عام 1980، بعد استمرارها لأكثر من 75عاماً، وهي تعمل وتستثمر، وفي ذات الوقت تدرب الشباب السعودي وتسعى لتأهيله.
إن قصة النجاح هذه يجب أن تكون دافعاً لنا كي نقرر ذات النهج، وذات الهدف في الاستثمار الرياضي، فمتى قررنا امتلاك ناقل أجنبي لحقوق النقل تحتم علينا السعي، كي نقدم مثل هذا الأنموذج، وبالتالي بعد مدة العقد يصبح لدينا قناة رياضية تمتلك أحدث التقنيات، وأفضل الأجهزة الفنية، وتدار بأيد وطنية تمتلك القدرة والمهارة.
ـــــــ تجربة برنامج الجولة، والنجاح المتواصل له رغم تنقله بين قناتين وهو الذي يدار ويعد ويتم إخراجه بكوادر سعودية دليل على امتلاكنا القدرة والكفاءة متى امتلكنا المساحة الكافية، وتم تدعيم ذلك بالأجهزة الفنية المساعدة على التفوق والإبداع.
ـــــــ نجحت القناة الرياضية السعودية في استقطاب عدد من الكوادر الإعلامية التي عملت في ART، وبالتالي كان لهذه الكوادر دور فاعل ومؤثر في النقلة النوعية التي تحدث في القناة في ظل دعم الأمير تركي بن سلطان وتشجيعه الدائم على التطوير والتحديث، وهو ما يلحظه الجميع من خلال زيادة مساحة المتابعة والتفاعل مع القناة أخيراً.
ـــــــ النجاح الذي قدمه الدكتور حافظ المدلج في تفعيل ملف الاستثمار الداخلي أوصله إلى تبوؤ رئاسة ذات الملف في الاتحاد الآسيوي، فلذلك المنتظر منه أكثر والآمال أصبحت أكبر.
خاتمة:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم.