الاضطرابات في ليبيا ترفع أسعار النفط والذهب
ارتفعت أسعار النفط بما يزيد على 1 في المائة أمس مع تفويض الأمم المتحدة بشن موجة من الهجمات الجوية على ليبيا، وانتشار الاضطرابات في الشرق الأوسط، ما أدى إلى تنامي المخاوف حول إمدادات النفط من المنطقة.
وأثناء التعاملات زاد خام القياس الأوروبي مزيج برنت تسليم أيار (مايو) 1.44 دولار إلى 115.37 دولار للبرميل، بينما صعد الخام الأمريكي الخفيف تسليم نيسان (أبريل) 1.70 دولار إلى 102.77 دولار للبرميل.
وقال أمريتا سين المحلل لدى باركاب ''مع اتضاح شكل التدخل العسكري الخارجي، فإن هناك مزيدا من التصعيد في الموقف، وربما تتضرر البنية التحتية بشكل أكبر، ما يجعل ليبيا خارج سوق النفط لفترة أطول''.
وانتشرت الاضطرابات أيضا في سوريا واليمن عقب الاحتجاجات في وقت سابق هذا العام التي أطاحت برئيسي تونس ومصر بعد سنوات طويلة قضياها في السلطة.
وزادت الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على ليبيا بدعم من الأمم المتحدة من حدة حرب أهلية خفضت إنتاج البلاد النفطي إلى أقل من ربع الإنتاج السابق الذي بلغ 1.6 مليون برميل يوميا، وأصابت كل صادرات النفط تقريبا بالشلل من بلد كان يحتل المركز الـ12 بين أكبر مصدري النفط في العالم.
من جهة أخرى، قالت مصادر في الصناعة أمس إن السعودية أنتجت أقل بقليل من تسعة ملايين برميل يوميا في آذار (مارس)، لكن صادراتها لم ترتفع، وأي كميات خام فائضة يجري تخزينها.
وقدر مصدر حجم الإنتاج عند 8.8 مليون برميل يوميا، بينما قدره مصدر آخر عند 8.9 مليون.
وتقل الأرقام قليلا عن مستوى تسعة ملايين برميل يوميا الذي ذكره مصدر رفيع في منظمة ''أوبك'' الشهر الماضي، لكن أحد المصادر قال إن المملكة تنتج أيضا نحو 200 ألف برميل يوميا من المنطقة المحايدة التي تتقاسم إنتاجها مع الكويت.
وتقول المملكة إنها تستطيع تزويد أوروبا بكميات إضافية من الخام الخفيف لتعويض أي فاقد ليبي. لكن مصدران قالا أمس إن شركات التكرير الأوروبية، وهي الأكثر تأثرا بتعطل إمدادات الخام الليبي لا تتلقى كميات إضافية من المملكة أكبر منتج في ''أوبك''.
وقال أحد المصادر ''السعودية تنتج الآن نحو 8.9 مليون برميل يوميا، ولا تذهب كلها إلى الصادرات.. بعضها يخزن حتى إذا احتاج العملاء الأوروبيون إلى مزيد من النفط يمكن لنا أن نلبي طلبهم''.
وقال أحد المصادر ''الصادرات السعودية لدول العالم في مارس قرب متوسطها في 12 شهرا البالغ 6.5 إلى 6.8 مليون برميل يوميا''.
وقال مصدر إن هذه الأرقام تتعلق بالنفط الخام، وإن المملكة تصدر علاوة على ذلك نحو نصف مليون برميل يوميا من المنتجات المكررة.
وقالت مصادر تجارية أوروبية أيضا إنهم لم يطلبوا كميات إضافية من الخام، وإن حجم طلبهم تراجع بسبب موسم صيانة المصافي.
وقال مصدر إن صادرات المملكة إلى أوروبا تراوح في المتوسط بين 500 ألف و700 ألف برميل يوميا، وقال مصدر آخر إن المستوى المعتاد هو نحو 600 ألف برميل يوميا.
لكن مصدر آخر قال إن المملكة ضخت كميات إضافية من النفط لأوروبا في آذار (مارس)، وقلصت صادراتها إلى آسيا.
وسجلت أسعار النفط الشهر الماضي أعلى مستوى في عامين ونصف قرب 120 دولارا للبرميل مدفوعة بمخاوف من تراجع الصادرات في الآجل الطويل بسبب العنف في ليبيا البلد العضو في ''أوبك''، التي كانت تنتج قبل اندلاع الاحتجاجات نحو 1.6 مليون برميل يوميا.
وعلاوة على التخزين داخل المملكة قالت السعودية إنها قد تخزن النفط في اليابان ومصر وهولندا حتى يتسنى لها تلبية الطلب الإضافي عند الحاجة.
على الصعيد نفسه، ارتفعت أسعار الذهب أمس لليوم الرابع على التوالي نتيجة قلق بشأن تأثير الدمار في اليابان على النمو العالمي، بينما زادت الغارات الجوية الغربية على ليبيا من حالة عدم اليقين بين المستثمرين.
وساعدت الآمال في تفادي كارثة نووية في محطة طاقة نووية تضررت جراء الزلزال، وما أعقبه من أمواج مد عاتية قبل عشرة أيام في تهدئة أسواق الأسهم، ولكن لا تزال ثمة شكوك بشأن التأثير الأطول أمدا على ثالث أكبر اقتصاد في العالم تكفي للتشجيع على شراء الذهب.
ويتجه الذهب لتسجيل عاشر زيادة فصلية على التوالي، وخلال العاملات ارتفع سعره في السوق الفورية 0.8 في المائة إلى 90 .1430 دولار للأوقية ''الأونصة''. وارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم نيسان (أبريل) 1.1 في المائة إلى 1431.40 دولار للأوقية.
وصعد النفط 1.5 في المائة نتيجة لتصاعد التوترات في ليبيا، ما دعم أيضا أسعار الذهب الذي يستخدم للتحوط من التضخم. وارتفعت الفضة 2.9 في المائة إلى 36.04 دولار للأوقية. وصعد البلاديوم 2 في المائة إلى 742.72 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 3 .1 في المائة إلى 1740.24 دولار للأوقية.