رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


سقف المعرفة

ليس مهما حجم ما تعرف. المهم هو حجم ما تعمل به وتطبقه في حياتك مما تعرف. هذه الجملة التي تنسب إلى بوذا، نجد لها مثيلا في جل المعتقدات السماوية، وهي تمثل الضابط الحقيقي بين القول الذي يلقيه المرء ولا يؤمن به. وبين الفعل الذي يأتي مصداقا للقول.
هنا نحن نقف أمام صورتين، أولاهما سلبية، والأخرى إيجابية. أنت لا تخاف كثيرا ممن يقرن قوله بالفعل. لأنك غالبا تعرف قوله وتستطيع أن تتوقع فعله، لكن خوفك ممن يخالف قوله فعله. كأن يعبر لك عن مشاعر إيجابية، ولكن فعله يترجم موقفا سلبيا.
ردة الفعل على من يخالف قوله فعله محسومة في القرآن الكريم والسنة النبوية، والتوصيف الذي يتم إسباغه عليه هو: النفاق.
إن الحد الفاصل بين الكم المعرفي الهائل الذي يتوافر للناس حول المبادئ والأخلاق والآداب، وبين المساحة التي يحاول الإنسان أن يعكسها على سلوكه وعمله تبدو كبيرة للغاية. كثيرة هي الكتب والأسفار التي نقرأها، فتعطينا الفرصة لمعرفة كيف نتعامل مع الآخر. لكننا ونحن نمارس فعل القراءة، تصدر عنا أفعال وسلوكيات تتنافى مع ما بين أيدينا. وفي القرآن يبدو السؤال لعامة الناس (لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ)، ثم تأتي النتيجة (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ). هذا التوصيف القرآني لمسألة مخالفة القول للفعل نرى مؤشراته في حياتنا العامة. ويبقى الحديث دوما، لماذا يخون المرء قوله، ويأتي فعله مخالفا. هذا سؤال إنساني صاخب لا تختص به مجموعة أو عرقية معينة. إنه أحد الأسئلة الإنسانية المستحيلة، التي تتهذب بالقوانين التي تضبط اتساق القول مع الفعل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي