قرارات الملك .. شمولية واستثمار مستدام

ما أجمل المملكة وشعبها .. حين اتفق الجميع من غير محفل أو تنظيم على أن عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ''حفظه الله'' إلى أرض الوطن سالما معافى هي المكرمة، وأغلى المكرمات .. شعب حمل لهذا القائد من الحب الكثير، وأصبح يتفاخر به أمام الشعوب، كيف لا وهو ملك جعل من الإنسانية عنوانا له، جعله الله ذخرا لهذه البلاد المباركة وشعبها المخلص، وأدام على بلادنا المباركة العز والرفعة والشموخ.
لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين في القرارات الشاملة التي أصدرها عند عودته للوطن، مدى نظرته المستقبلية وحكمته في قراءة الأمور بعين ثاقبة همها، وجل همها هذا المواطن وما سيقدم له، ليهنأ بعيش رغيد واستقرار مستدام يتلمسه جيل بعد جيل، وصغير قبل كبير، فحين أمر بدعم ميزانية الهيئة العامة للإسكان بمبلغ 15 مليار ريال، ودعم رأسمال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي قدره 40 مليار ريال لتمكينه من إنهاء الطلبات على القروض والتسريع في عملية الحصول على القرض، لم يكن القرار يستهدف من هم على قائمة الانتظار في هذا الصندوق فقط، وإنما فتح هذا مجالا تنمويا آخر في توفير المساكن، وانتعاش حركة العقار، والمقاولين والمهندسين، وفئات عديدة غيرهم، كما أنه سيفتح مجالا جديدا للشباب السعودي في الانخراط في العمل الحر عند انتعاش الحركة العمرانية، وهنا تكمن النظرة المستقبلية له ''حفظه الله''، واستشراف المستقبل لبلد الشباب.
وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين بدعم رأسمال البنك السعودي للتسليف بـ 15 مليار ريال وإعفاء المتوفين، كان القصد من ذلك تمكين البنك من تلبية طلبات القروض الاجتماعية، وتمويل ورعاية المنشآت الصغيرة والناشئة، وأصحاب الحرف والمهن من المواطنين ليزاولوا أعمالهم بأنفسهم ولحسابهم، وتوفيرا لفرص العمل لهم، وكذلك تنفيذ برامج للتوفير والادخار لذوي الدخول المنخفضة من المواطنين، حيث يتمثل ذلك بما لا يدع للشك، حرص خادم الحرمين الشريفين على الاستدامة، والاستثمار طويل الأمد، وعندما أمر بتقديم دعم مالي لجميع الجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها، كان يستثمر ''حفظه الله'' في التخصص، وإيجاد شباب سعودي على مستوى عال من الكفاءة، والقدرة، والمثالية في العمل.
لقد تجاوزت القرارات التي أصدرها الملك نحو 130 مليار ريال، وهو رقم كبير جدا عند قراءته كرقم، أما عند حسابه كاستثمار، فإن المردود أكبر من ذلك بكثير، وهذا ما تم تجسيده وتضمينه لتلك القرارات المدروسة، التي ستؤتي ثمارها على المدى البعيد بشكل أفضل، وتساهم في تنمية مستمرة ومتواصلة.
إنني هنا لست بصدد تحليل، أو تقديم قراءة للقرارات الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، أو عن وتميزها وشمولها لجميع فئات وشرائح المجتمع والشعب السعودي، وإنما وددت التركيز على أن تلك القرارات تمت دراستها بعناية فائقة لتتعدى الوقتية، وتشمل المستقبل، الذي سيثبت مدى فعالية هذه القرارات، والنظرة الثاقبة في الاستثمار المستدام الذي لا يركز على وقت معين أو جيل بذاته، وإنما يخدم جميع الأجيال سواء الماضية، أو الحالية والقادمة.
وفي الختام لا نملك إلا أن نسأل العلي القدير بأن يمن على خادم الحرمين الشريفين بوافر من الصحة، وأن يجعل هذه القرارات في موازين أعماله، ويجعله ذخرا لهذه البلاد المباركة وللشعب السعودي الكريم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي