المملكة ترفع صادراتها.. والمضاربون يتداولون 220 مليون برميل

المملكة ترفع صادراتها.. والمضاربون يتداولون 220 مليون برميل

تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي أمس بعد أنباء عن أن السعودية رفعت إنتاجها، لكن المستثمرين ظلوا على قلقهم إزاء نقص الإمدادات الليبية، الأمر الذي حَدَّ من الخسائر.
وقال مصدر من قطاع النفط السعودي إن السعودية زادت بهدوء إنتاجها إلى أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا بزيادة أكثر من 700 ألف برميل.
وأضاف المصدر ''بدأنا في إنتاج ما يزيد على تسعة ملايين برميل ولدينا طاقة إنتاجية كبيرة''. وأفادت تقديرات بأن إنتاج السعودية بلغ 8.3 مليون برميل يوميا في كانون الثاني (يناير).
وتعرضت السعودية أكبر منتج داخل منظمة أوبك لضغوط لزيادة إنتاجها للحد من ارتفاع أسعار النفط التي بلغت 112 دولارا للبرميل.
فيما قالت مصادر في قطاع النفط أمس إن معظم صادرات النفط الليبية توقفت بسبب تراجع الإنتاج وقلة عدد العاملين في الموانئ والمخاوف الأمنية.
وأثنت المخاوف الأمنية بعض شركات الشحن عن الإبحار إلى ليبيا التي تشهد انتفاضة ضد حكم الزعيم معمر القذافي القائم منذ 41 عاما.
وقالت المصادر إن بعض السفن رفضت الرسو في موانئ ليبية أو لم تكمل طريقها وعادت، وإن سوء الأحوال الجوية في البحر المتوسط تسبب في إيقاف العمل.
وقال متعامل في شركة نفط تشتري الخام الليبي ''إنه مزيج من التعطيلات وسوء الأحوال الجوية''، وقفزت أسعار النفط بسبب الاضطرابات في ليبيا واحتمالات توقف صادراتها النفطية. وارتفع مزيج برنت إلى نحو 120 دولارا للبرميل أمس الأول، وهو أعلى مستوى منذ 2008.
وقال مصدر في شركة نفط كبرى ''قبطان الناقلة التي استأجرتها رفض الذهاب إلى ليبيا، وقال إنه قلق بشأن الأمن في الميناء''، فيما أشار مشتر آخر للنفط الليبي ''لا يمكنك الوصول إلى هذه الموانئ لا يوجد أي اتصال''، وتابع ''سمعنا تقارير عن عودة بعض السفن''، وتصدر ليبيا النفط من موانئ ومحطات من بينها رأس لانوف والزويتينة ومرسى الحريقة والبريقة والبوري والسدر والزاوية ومليته.
وقالت مصادر في الصناعة إن مرفأ السدر ما زال يعمل، وذكرت بعض المصادر أن مرفأي الزاوية ومليته يعملان، لكنهما مغلقان بسبب سوء الأحوال الجوية.
وتنتج ليبيا 1.6 مليون برميل يوميا من النفط عالي الجودة؛ أي نحو 2 في المائة من الإنتاج العالمي، وتوقف ما بين 30 في المائة و75 في المائة من الإنتاج بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
من جانبه، أكد طارق الصقير مدير وحدة الأبحاث في شركة ''تريس داتا إنترناشونال'' أن هنالك 220 مليون برميل تتداول يوميا من قبل المضاربين الذين ما زالوا يعتقدون بارتفاع عوامل المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، على الرغم من تأكيدات منظمة أوبك على قدرتها على الاستجابة إلى أي زيادة في الطلب قد تطرأ في الوقت الحالي.
وشدد الصقير على أنه يجب على أوبك الأخذ في الحسبان حالة التخمة في المخزونات التجارية لدى الدول المستهلكة التي وصلت إلى 2.6 مليار برميل في الآونة الأخيرة قبل زيادة مستويات الإنتاج.
وأوضح طارق الصقير أنه عند قراءة بيانات المخزون التجاري في تلك الدول نجد أن هنالك بعض معدلات الارتفاع ولو جزئيا، ما يدل على أن عمليات شراء النفط من قبل الدول المستهلكة لا تعكس طلبا حقيقيا على النفط، بل هو لا يتجاوز تعبئة مخزونات تجارية بأسعار أقل توقعا لارتفاع النفط لاحقا.
وأضاف أن منظمة أوبك حاولت جاهدة التأكيد على قدرتها على ضمان الإمدادات لأي طلب حقيقي ملموس، وذلك أدى إلى دفع الأوبك للاستجابة لعمليات الشراء سواء كانت للتخزين أو للاستهلاك، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يوضح أن المخزونات ممتلئة.
وقال الصقير إن أسعار النفط الحالية لا تثير القلق على الاقتصاد العالمي نتيجة ارتفاع نسبة قطاع الخدمات في الاقتصاد العالمي مقارنة بقطاعات أخرى حسب بيانات لشركة ''تريس داتا إنترناشونال''، مشيرا إلى أن أسعار النفط الحالية أقل أثرا في الاقتصاد العالمي بنحو النصف مقارنة بعام 1973 بسبب تحسن كفاءة الطاقة في الدول الصناعية بنحو الضعف.
من ناحية أمنية، قال مهندس بترول عضو في القيادة المؤقتة لمدينة بنغازي إن المحتجين يسيطرون على كل حقول النفط الواقعة شرقي بلدة رأس لانوف الليبية تقريبا، وأن الحقول ومرافئ النفط تعمل بنحو 25 في المائة من طاقتها الإنتاجية.
وقال عبد السلام نجيب وهو مهندس بترول في شركة الخليج العربي للنفط الليبية وأحد أعضاء ائتلاف 17 شباط (فبراير) ـ الذي يقول إنه يدير شؤون بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية بشكل مؤقت ـ أن كل حقول النفط الليبية الواقعة شرقي رأس لانوف تقريبا تحت سيطرة الشعب، وأن الحكومة ليست لها سيطرة في هذه المنطقة.
وأضاف أن العاملين في الحقول والعاملين في نقل النفط إلى المرافئ ما زالوا يواصلون عملهم، لكن العمل توقف بنسبة 75 في المائة تقريبا، وقال نجيب إنه يعمل في حقول نفطية، وإن من أبلغه بذلك شخص يعمل في شركة نفط كبيرة في البريقة، ومرسى البريقة هو مرفأ نفطي في شرق ليبيا جنوبي بنغازي، وتقع العديد من مناطق إنتاج وتصدير النفط الرئيسة في شرق ليبيا البلد العضو في أوبك، وباتت أجزاء كبيرة منها الآن تحت سيطرة محتجين.
وقد أكدت السعودية أنها مستعدة وقادرة على توفير الخام الخفيف عالي الجودة للتعويض عن تعطل الإمدادات الليبية، وبإمكانها توفير نفط بالجودة نفسها سواء الخام العربي الخفيف فائق الجودة أو عن طريق المزج بين خامات مختلفة.
وتأتي هذه التطمينات في وقت تبدي فيه أسواق النفط مخاوف حيال احتمالات أن تؤدي الاضطرابات الدموية في ليبيا إلى تعطيل الإمدادات العالمية.
وأشارت مصادر إلى أن منظمة أوبك تتعهد بقدرتها على توفير أنواع النفط كافة إذا ما دعت الحاجة، وقالت ''ليس هناك داع لارتفاع الأسعار''. وقفزت الأسعار صوب 120 دولارا للبرميل، إثر موجة من الاضطرابات التي تتركز حاليا في ليبيا، والتي تصدر أكثر من مليون برميل يوميا. ولتقصير أجل الرحلة، قالت المصادر إنه يمكن شحن النفط السعودي عبر خط الأنابيب الشرقي الغربي في السعودية ثم إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا، وأضافت أنه يمكن أيضا إعادة توجيه بعض الخامات من غرب إفريقيا مثل الخام الأنجولي إلى أوروبا، بينما يمكن أن ترسل المملكة بصورة مؤقتة الخام فائق الجودة إلى آسيا كتعويض.

الأكثر قراءة