الاضطرابات في ليبيا تقفز بأسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ 30 شهرا
واصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت والخام الأمريكي الخفيف الصعود أمس فوصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنتين ونصف السنة، على خلفية الاضطرابات الأمنية الخطيرة في ليبيا.
وفي بورصة لندن للبترول ارتفعت عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم نيسان (أبريل) 4.57 دولار أو 4.32 في المائة إلى أعلى مستوى للجلسة 110.35 دولار للبرميل. وهذا هو أعلى سعر يبلغه عقد أقرب استحقاق لمزيج برنت منذ الثاني من أيلول (سبتمبر) 2008 حين لامست الأسعار 110.45 دولار.
وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) قفزت عقود الخام الأمريكي تسليم نيسان (ابريل) 2.55 دولار أو 2.67 في المائة إلى 97.97 دولار. وهي المرة الأولى التي يصل فيها سعر برميل النفط في نيويورك إلى هذا المستوى منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2008، وكان ارتفع الثلاثاء وحده بنسبة 8.5 في المائة.
وأسهمت الاضطرابات في ليبيا بشكل أساسي في هذا الارتفاع في أسعار النفط، وتبين أن معارضي نظام القذافي باتوا يسيطرون على القسم الشرقي من البلاد.
وأظهرت حسابات ''رويترز'' أمس، أن إنتاج النفط الليبي انخفض بنحو 25 في المائة بعدما دفعت الاضطرابات التي تشهدها البلاد شركات النفط إلى القول: ''إنها قد تخفض إنتاجها في ثالث أكبر بلد منتج للنفط في إفريقيا''.
وقالت مجموعة ''أو ام في'' النمساوية أمس: ''إنها قد تضطر إلى وقف إنتاجها بالكامل في ليبيا''. وقالت ''توتال'' و''ريبسول'' و''ايني'' و''بي ايه اس اف'': إنها خفضت معدل الإنتاج أو أوقفته.
على الصعيد نفسه، قال رئيس مجموعة مركوريا للطاقة وهي إحدى أكبر الشركات المستقلة لتجارة الطاقة في العالم أمس: إن أسعار النفط قد تصعد لمستوى قياسي جديد فوق 150 دولارا للبرميل إذا انتشرت الاضطرابات في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال ماركو دوناند، رئيس مجلس الإدارة وأحد مؤسسي ''مركوريا'': إن أسعار النفط قد تعاود القفز بسهولة، مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق المسجلة في 2008 ''وربما حتى تتجاوزها إذا حدثت أزمة كبيرة''. وأضاف: ''لا أريد تضخيم الأمور، لكن هناك سيناريوهات إذا حدثت يمكن (للنفط الخام) أن يتجاوز 150 دولارا للبرميل دون شك، وهذه السيناريوهات تتعلق بالاستقرار في الشرق الأوسط إذا بدأت الاضطرابات تنتشر. الاحتمالات صعودية وفق توقعاتنا وهناك احتمال أن يسجل النفط 150 دولارا خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكنني أرى ان هذا الاحتمال قائم بنسبة 20 في المائة''.
وأبدى دوناند اعتقاده أن سعر التوازن المحتمل للنفط الخام يقع قرب الـ 100 دولار للبرميل ''بين 90 دولارا و110 دولارات''.
