من يقرأ؟
لا أحد يجزم أنه يدرك نوعية القراءات التي تحاول استنباط الواقع في عالمنا العربي. مراكز الدراسات الاستراتيجية التي تمتد من الماء إلى الماء على كثرتها، يبدو أنه تقرأ ما لا يهم، وتهمل ما هو مهم في الواقع.
وبالتالي فإن النتائج تأتي صادمة ومؤلمة، لأن القارئ لم يكن منهجيا في قراءته، والناصح لم يكن أمينا في نصيحته، والمتلقي لم يكن حريصا على الإنصات الجيد.
هذه الحالة من التداول والبحث، تفضي لواقع يزيد من فداحة الثمن الذي تدفعه المجتمعات العربية. ودوما عندما يتم التدقيق والتأمل والسؤال: لماذا حصل ما حصل؟ تأتيك الإجابات أن أحدا لم يكن يتصور أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.
إذن ما مهام مراكز الرصد والقراءة؟ هل تعتقد أن المطلوب منها أن تقرأ ما هو ظاهر على السطح؟ وهل المطلوب منها أن تقول ما نحب أن نسمع، أم ما يجب أن يقال؟
غياب المنهجية العلمية المحايدة في الدراسات، هو نوع من الخداع الذي يجعل من وثق في مثل هذه المراكز يتخذ قرارات لا تعالج المشكلات، بل تزيد من تفاقمها.