أسعار النفط فوق 101 دولار .. والأسواق تترقب نتائج تنحي الرئيس المصري
تترقب الأسواق العالمية انعكاسات تطورات الأحداث في مصر، بعد إعلان الرئيس المصري محمد حسني مبارك تنحيه عن الرئاسة البارحة، خاصة أن أغلب الأسواق حول العالم ستكون مغلقة اليوم وغدا، لكن الأسعار ما زالت فوق 100 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار خام القياس الأوروبي مزيج برنت فوق 101 دولار للبرميل أمس، وقفزت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت بأكثر من دولار أمس، لكنها تخلت عن بعض مكاسبها في وقت لاحق.
وارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت 62 سنتا إلى 101.49 دولار فيما صعدت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي 11 سنتا إلى 86.84 دولار.
وزاد هذا الفارق السعري بين الخامين القياسيين إلى نحو 1.49 دولار للبرميل لكنه ظل أقل من مستواه القياسي الذي بلغ أكثر من 16 سنتا في الجلسة السابقة.
وقال يوجين وينبرج كبير محللي السلع الأولية في كوميرتسبنك: "السوق قلقة جدا جدا بسبب مصر.. مستوى المخاوف في السوق المالية متأثر بالإحداث في مصر، لا تزال تمثل القضية الأكثر حيوية".
وكانت وكالة الطاقة العالمية ومنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قد رفعتا من جديد تقديراتهما للطلب العالمي على النفط في 2011، وذلك في تقريريهما الشهريين اللذين نشرا أمس الأول. وحذرت وكالة الطاقة مجددا في تقريرها الشهري من أن الإبقاء على أسعار مرتفعة يمكن أن يؤثر في الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وقال معدو التقرير إن تأثير النفط في الاقتصاد العالمي "يمكن أن يقترب في 2011 من المستويات التي تزامنت في الماضي مع تباطؤ اقتصادي واضح". وأضافوا أن "تضافر عوامل ارتفاع الأسعار مع انتعاش اقتصادي هش وضغوط تضخمية جديدة وعدم استقرار في الشرق الأوسط، ليست سليمة".
وللشهر الخامس على التوالي أعادت الوكالة التي تمثل مصالح الدول الصناعية، النظر في تقديراتها للطلب العالمي على النفط في 2010 إلى 87.8 مليون برميل يوميا وتقديراتها لهذه السنة أيضا إلى 89,3 مليون برميل خصوصا بسبب الاستهلاك الصيني الذي يسجل مستويات قياسية جديدة. وقد ازداد الاستهلاك العام الماضي 2.8 مليون برميل (+3.3 في المائة) عن سنة 2009 التي شهدت الأزمة، أي بزيادة نحو 120 ألف برميل يوميا عما كان متوقعا في التقرير الأخير.
وفي 2011، رفعت الوكالة تقديراتها بالنسبة نفسها، مشيرة إلى زيادة قدرها 1,5 مليون برميل يوميا عن 2010 (+1,7 في المائة). وتشير هذه الأرقام إلى انتعاش أكبر مما كان متوقعا في أمريكا الشمالية وطلب أقوى في آسيا، خصوصا في الصين. وقال التقرير إن الاستهلاك الصيني سجل في الواقع "رقما قياسيا جديدا في كانون الأول (ديسمبر) "10.4 مليون برميل يوميا" بزيادة نسبتها 12,2 في المائة في 2010 عن العام الذي سبقه. ويشكل ذلك "أكثر من ثلث الزيادة في الطلب العالمي"، بحسب التقرير.
من جهتها، توقعت "أوبك" أن يبلغ الطلب على الذهب الأسود 87.7 مليون برميل يوميا في 2011 بزيادة 0.4 مليون برميل عن تقديراتها السابقة. كما صحح الكارتل الذي يتخذ من فيينا مقرا له تقديراته لـ 2010 لتبلغ 86.3 مليون برميل يوميا بزيادة قدرها 0,25 مليون برميل.
وقالت "أوبك" إن "الشتاء الجليدي الذي ضرب معظم مناطق منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أدى إلى ارتفاع واضح في استهلاك الطاقة". وأكدت أن "النشاط الصناعي يبدو متينا في الولايات المتحدة والصين" بفضل إجراءات حكومية لدعم الانتعاش الاقتصادي. أما العرض، فقد ارتفع 0.5 مليون برميل في كانون الثاني (يناير) مقارنة بما كان عليه في كانون الأول (ديسمبر) ليبلغ 88.5 مليون برميل يوميا، بحسب وكالة الطاقة. وجاء هذا الارتفاع من كل دول "أوبك" التي بلغ إنتاجها في كانون الثاني (يناير) أعلى مستوى منذ سنتين ووصل إلى 29.85 مليون برميل يوميا.