التحقيق الأمريكي يؤكد سلامة الأنظمة الإلكترونية في سيارات «تويوتا»

التحقيق الأمريكي يؤكد سلامة الأنظمة الإلكترونية في سيارات «تويوتا»

أفاد تحقيق أجرته الحكومة الأمريكية أن مشكلة زيادة السرعة اللاإرادية في بعض سيارات شركة تويوتا، مما استدعى سحب ثمانية ملايين سيارة من الأسواق ليست ناجمة عن خلل في الأنظمة الإلكترونية إنما عن عطل ميكانيكي، وبين وزير النقل الأمريكي راي لحود أن التحقيق الذي استمر عشرة أشهر أثبت أن "مشكلات تويوتا ميكانيكية وليست إلكترونية"، مؤكدا بذلك ما دأبت على قوله المجموعة اليابانية. وأوضح الوزير أن التحقيق الذي شارك فيه علماء من وكالة ناسا للتثبت مما إذا كانت مشكلات زيادة السرعة ناجمة خلل إلكتروني، خلص إلى أن الأنظمة الإلكترونية سليمة، والمشكلة تكمن حصرا في خللين ميكانيكيين سبق أن أشارت إليهما الشركة. وبحسب التحقيق فإن حوادث السير التي تعرضت لها سيارات "تويوتا" وأسفرت عن مقتل 89 شخصا على الأقل، ناجمة عن خلل في دواسة السرعة التي "تعلق" أحيانا في مكانها أو سجادة الأرضية التي تلتصق أحيانا بالدواسة، وهو ما كان المصنع الياباني قد أعلنه سابقا.
وتعليقا على هذه النتائج أعلنت "تويوتا" أمس أن التحقيق "يؤكد سلامة" الأنظمة الإلكترونية التي تعتمدها الشركة في سياراتها. وأكدت المجموعة اليابانية في بيان أنه "من الآن فصاعدا ننوي أن نصغي أكثر لزبائننا وإلا نقدم لهم سيارات آمنة فحسب، بل راحة البال". وارتفعت أسهم الشركة اليابانية 4,58 في المائة لتبلغ 3650 ين بعد صدور نتائج التحقيق الأمريكية وإثر زيادة في الأرباح. إلا أن ستيفن بيرمان المحامي الذي يتولى دعوى جماعية ضد "تويوتا" في سانتا آنا في ولاية كاليفورنيا عقب على صدور النتائج بقوله "لا أعتقد أن هذا التقرير ينهي المسألة بتاتا".
وقال "بحسب معلوماتنا هناك آلاف الشكاوى من أشخاص ذوي مصداقية. وبعض المدعين في القضية من رجال الشرطة الذين لم يواجهوا مشكلات في الدواسة أو سجادة الأرضية"، وأضاف "لقد قام أشخاص بإصلاح سياراتهم بما فيها الدواسات والأرضيات، إلا أن الهيئة الوطنية لسلامة الطرقات لا تزال تتلقى الشكاوى".
واستدعت هيئة النقل بعد تلقيها سيلا من المحاضر والدعاوى والادعاءات، بوجود محاولات لإخفاء الحقيقة، خبراء من "ناسا" للتأكد من عدم وجود مشكلة أكبر مما كان متوقعا.
وتم تحليل 280 ألف سطر من الرموز الرقمية المستخدمة لتشغيل سيارات "تويوتا" بحثا عن مشكلات إلكترونية، كما تم التدقيق فيما إذا كان الحقل الإلكترومغناطيسي يلعب دورا أيضا.
وقال محققو "ناسا" إن المشكلات الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى فتحة بخمس درجات تقريبا في الصمام، إلا أن السائق بالكاد يشعر بها إذا كانت السيارة تتحرك. واعتبر لحود أن التحقيق حول سيارات تويوتا ولكزس "من الأكثر شمولية ودقة لجهة جهود الأبحاث المكثفة المبذولة". وأعطى لحود ـــ وهو عضو سابق في الكونجرس عن ولاية ايلينوي ـــ شهادة نادرة للمصنع الياباني.
وقال "في رأينا سيارات شركة تويوتا آمنة"، مضيفا أنه نصح ابنته البكر بشراء سيارة تويوتا سيينا وهو ما قامت به. ولا تزال "تويوتا" تبذل جهودا لاستعادة صورتها التي تضررت بعد سحب عشرة ملايين سيارة تقريبا من مختلف أنحاء العالم بين أواخر 2009 ومطلع 2010.
وأعلن فرعها في أمريكا الشمالية أنه "يثمن المراجعة الدقيقة". وأعلن ستيف سانت أنجلو مسؤول النوعية في فرع أمريكا الشمالية في بيان "أن التحليل العلمي الدقيق الذي قام به خيرة المهندسين في الولايات المتحدة يجب أن يعزز الثقة بسلامة سيارات تويوتا ولكزس". وأضاف أن شركة تويوتا "ستواصل التعاون الكامل مع (الهيئة الوطنية لسلامة الطرقات السريعة) والخبراء المعروفين من خارج طاقمها، لضمان أن يتمتع الزبائن بالثقة الكاملة في سلامة سياراتنا".
وعززت الشركة سياستها لسحب السيارات حتى شملت 16 مليون سيارة تقريبا بين أواخر 2009 وكانون الثاني (يناير) العام الحالي. من جهتها، أعلنت هيئة النقل أنها ستدرس فرض ضوابط جديدة قد تشترط استحداث نظام فرامل للطوارئ، إضافة إلى توحيد التشغيل من دون مفتاح وأجهزة تسجيل البيانات في كل السيارات. وفي الوقت الذي تشهد فيه السيارات ثورة رقمية، أعلنت الهيئة أنها ستقوم بدراسات أكثر حول مدى سلامة وفاعلية أجهزة التحكم الإلكترونية. يذكر أن "تويوتا" دفعت قرابة 50 مليون دولار للسلطات الأمريكية غرامة على عمليات سحب السيارات.

الأكثر قراءة