الذهب يتماسك قرب أعلى مستوى.. والأنظار على التضخم في الصين
تماسك الذهب في أوروبا أمس قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي سجله في الجلسة السابقة مدعوما بتركيز متزايد على التضخم بعد رفع الصين أسعار الفائدة للمرة الثانية في ستة أسابيع وتراجع الدولار بشكل طفيف.
وبلغ سعر الذهب في السوق الفورية 1363.23 دولار للأوقية (الأونصة) خلال التعاملات مقارنة بـ 1363.59 دولار في أواخر تعاملات نيويورك أمس الأول. وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم نيسان (أبريل) عشرة سنتات إلى 1364.00 دولارا للأوقية.
ودفع تغير المعنويات تجاه الذهب أمس بعدما حافظ على مكاسبه عقب رفع الفائدة الصينية المضاربين إلى الإقبال على تغطية مراكز مدينة مما رفع سعر الذهب أكثر من واحد في المائة. وأدى قرار رفع الفائدة إلى التركيز على توقعات التضخم في الصين.
ويتوقع محللون استطلعت رويترز آراءهم ارتفاع التضخم إلى 5.3 في المائة الشهر الماضي وهو أعلى معدل في أكثر من عامين بفعل الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء. وتراجعت الفضة إلى 30.20 دولار للأوقية من 30.31 دولار. وصعد البلاتين إلى 1860.74 دولار للأوقية من 1855.24 دولار. وهبط البلاديوم إلى 832.15 دولار للأوقية من 835.72 دولار.
من جهة أخرى، توقع محلل مالي يعمل بشركة بريطانية تعنى بالذهب أن تصل سعر الأوقية الواحدة من الذهب إلى أكثر من 1600 دولار أواخر السنة الحالية في حال عدم تعافي الاقتصاد العالمي الذي يعاني حتى الآن من أزمة الديون الأوروبية والضعف المستمر للدولار الأمريكي.
وقال المحلل المالي لشركة جي إف إم إس البريطانية المحدودة كاميرون أليكساندر لوكالة الأنباء الكويتية أمس إن سبب الارتفاع سيكون من المستثمرين الذين لن يجدوا ملاذا آمنا لأموالهم إلا من خلال شراء كميات كبيرة من الذهب في السوق العالمية تجنبا لأي أزمة اقتصادية جديدة من الممكن أن تحصل في ظل استمرار معاناة دول أوروبية من أزمة ديون ثقيلة.
وأوضح أليكساندر أن السبب الأهم في ارتفاع أسعار الذهب حول العالم هو التضخم الذي يعانيه الاقتصاد العالمي بسبب الضعف المستمر للدولار الأمريكي الذي لم ترتفع أسعار الفائدة عليه منذ ثلاث سنوات تقريبا. وقال إنه إذا ما قرر البنك الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة على الدولار فإن أسعار الذهب ستستقر بشكل ملحوظ وسيسهم هذا القرار بالحد من ارتفاع أسعار الذهب في السوق العالمية. وأفاد بأن استقرار سعر الذهب والحد من ارتفاعاته الكبيرة سيؤدي "بلا أدنى شك" إلى عودة الإقبال من المستهلكين العاديين الذين يعزفون حتى الآن عن اقتناء المصوغات الذهبية بسبب ارتفاع الأسعار. وتوقع ألكيساندر أنه إذا ما تم حل أزمة الديون الأوروبية الحالية ورفع سعر الفائدة على الدولار في العام الحالي أو العام المقبل فإن أسواق الذهب لا سيما في الشرق الأوسط والكويت ستشهد انتعاشا ملحوظا بدءا من عام 2013. وقال "إذا لم يتم ذلك قريبا فأنا لا أستبعد أن يصل سعر الأوقية إلى أكثر من 2000 دولار خلال السنتين المقبلتين ما ينذر بخسائر جسيمة لمحال الذهب الصغيرة التي تعتمد على الزبون العادي وليس المستثمر".