كلنا بداح البداح
تذكروا اسم بداح البداح جيدا. هو شاب يشبه كل شباب هذه الأرض. سحنته وهيأته تنم عن طيبة فائقة، وعطاء متميز. قرر بداح أن يجعل من نفسه جمعية خيرية، وضع نفسه على قائمة المتبرعين بالأعضاء، جاءه اتصال من المستشفى لينقذ الطفلة ربى ويعطيها جزءا من كبده، سارع إلى المستشفى العسكري في الرياض، لكن المنية لم تسعف ربى. ماتت، وعاد بداح البداح إلى منزله في الزلفي، دون أن يخبر أسرته، لكنه سرعان ما تلقى اتصالا من المستشفى بحاجة الطفل مفلح إلى قطعة من كبده. عاد إلى المستشفى، وأجرى العملية، وما إن تماثل للشفاء حتى رجع إلى أسرته دون أن يخبرهم بشيء. أهل ربى بحثوا عن هذا النبيل الذي حاول إنقاذ طفلتهم، وفاجأوه بزيارة كشفت لأهله نبله وكرمه الذي لم يطلعهم عليه. هذه باختصار هي قصة الجميل البداح التي نقلها للناس من الزلفي الزميل محمد المحيا عبر جريدة الوطن (7/2/2011).
لا شك أن البداح هو النموذج الذي نريد أن نقدمه للكل، أن نقول للجميع: كلنا بداح البداح. إن فكرة التبرع بجزء مما تملك نبيلة، والسمو أن تتبرع بقطعة من جسدك تنقل إنسانا محتاجا من عالم الإعياء والتعب والشقاء وترقب الوفاة إلى عالم الحياة والرغد.
بداح البداح، عنوان من عناوين الفخر، الذي يستحق الثناء كثيرا، وهو يستحق المزيد من الثناء لأنه ليس من طلاب الشهرة، فقد توخى أن يخفي صنيعه حتى عن أسرته. لكن أسرة الطفلة المتوفاة ربى قابلت هذا النبل بنبل آخر، فإذا بها تسعى إلى الزلفي، لتقول لبداح البداح ولأسرة بداح شكرا لكم.
كثيرون يليق بهم أن يكونوا ممن يجبرون عثرات الكرام، وهم زاهدون في الثناء، إنهم يفعلون ذلك دون مقابل. هذه فكرة جميلة، أتحدث عنها هنا لأنها تمثل عنوانا لجيل الشباب. إنهم مميزون في كل أحوالهم. شهدنا كيف تدافع الشباب للتطوع إبان كارثة جدة. ونحن نشهدهم دوما في طلائع العمل التطوعي الذي يخدم المجتمع.