اضطرابات مصر تبقي أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل
قفزت العقود الآجلة لخام برنت مجددا لتتجاوز 100 دولار للبرميل أمس الإثنين في ظل مخاوف من انتقال عدوى القلاقل في مصر إلى أماكن أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما قد يسبب اضطرابات في إمدادات الطاقة.
وفي وقت سابق تعززت أسعار النفط بتصريحات من دول أعضاء في منظمة أوبك في مطلع الأسبوع. وقالت الكويت إن أسعار النفط قد تتجاوز 110 دولارات للبرميل إذا استمرت الاضطرابات في مصر، بينما قالت فنزويلا إن الأسعار قد ترتفع لأكثر من مثليها لتبلغ 200 دولار في حالة إغلاق قناة السويس.
وقالت إيران التي ترأس الدورة الحالية للمنظمة إنه لا حاجة لعقد اجتماع طارئ لـ''أوبك'' حتى إذا بلغت الأسعار 120 دولارا للبرميل.
وقال كريستوف باريت محلل شؤون النفط لدى بنك كريدي أجريكول الفرنسي: ''هناك كثير من الغموض فيما يتعلق بمصر. لا نعرف ما ستؤول إليه الأمور هناك وتتمثل المخاوف في امتداد حالة عدم الاستقرار إلى دول أخرى''.وأضاف ''بالطبع الجميع قلقون. الشرق الأوسط هو مصدر كبير للطاقة''.وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم آذار (مارس) 80 سنتا إلى 100.63 دولار للبرميل أثناء تداولات أمس.
وزاد الخام الأمريكي الخفيف سنتين إلى 89.05 دولار للبرميل.
من جهته، توقع الدكتور عماد العتيقي عضو المجلس الأعلى للبترول في الكويت أمس، أن تتجاوز أسعار النفط مستوى 110 دولارات للبرميل إذا استمرت الاحتجاجات في مصر لفترة أطول.
وأدت الاضطرابات في مصر في الأيام الماضية إلى ارتفاع سعر مزيج برنت متجاوزا 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ عام 008 . وأثارت الأزمة في مصر المخاوف من تعطل الإمدادات من نفط الشرق الأوسط عبر قناة السويس ومن امتداد الاضطرابات إلى دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تنتج أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمية.
وقال العتيقي إن مصر دولة ''غير مصدرة (للنفط) لكن فيها قناة السويس التي تمر بها كميات كبيرة من النفط.. واستقرار مصر هو أساس محوري لاستقرار منطقة الشرق الأوسط''. وأشار إلى أن أسعار النفط يمكن أن ترتفع بشكل طبيعي إلى 110 دولارات خلال النصف الأول من 2011 بدون أزمة مصر إلا أن هذه الأزمة ستجعلها ترتفع إلى مستويات أعلى من 110 دولارات.
وقال: ''بشكل طبيعي بدون أحداث مصر سترتفع (الأسعار) إلى 110 دولارات في النصف الأول ولكن بوجود الأحداث هذه يمكن أن تزيد أكثر وتحدث اضطرابات في الأسعار''.
وأكد أن أسعار النفط أخذت اتجاها صعوديا منذ 2009 ووصلت العام الماضي ما بين 90 و100 دولار، ومن الطبيعي أن ترتفع في العام الحالي إلى 110 دولارات ''بسبب أشياء كثيرة ليس لها علاقة بالعرض والطلب..مثل اضطراب أسعار العملات''.وقال إن اجتماع دول أوبك المقبل سيكون في حزيران (يونيو) لكن إذا ارتفعت الأسعار بشكل سريع فوق 110 دولارات فيمكن لهذه الدول أن تعقد اجتماعا طارئا. واستبعد أن يعقد أي اجتماع طارئ إذا لم تكن هناك زيادة سريعة فوق هذا المستوى. وقال: ''قد يكتفون بالتنسيق مع الدول المستهلكة وإصدار تصريحات مطمئنة''.
وأكد العتيقي أن دول أوبك يمكنها أن تحقق الهدف نفسه وهو استقرار الأسعار من خلال ''التراخي'' في الالتزام بالحصص المتفق عليها بين دول أوبك وعدم التشديد في الالتزام بها، مشيرا إلى أن مستوى التزام هذه الدول حاليا يراوح بين 50 و60 في المائة.