رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


شبيبة تويتر المناضلون!

في وقت ما، يصبح ما يعنيك وما لا يعنيك جزءا من الهم اليومي، هذه الإشكالية، تفرز خلطا، فتجد شابا مغربيا، يقف خلف كمبيوتره، ليتبنى ما يسميه معركة التحرير في بلد آخر، وتقرأ لفتى في الخرطوم موقفا مبتهجا وهو يرى الدخان والدماء في هذا البلد أو ذاك، وتشاهد شابا خليجيا يردد بثقة: لا يهم أن تسيل الدماء، المهم أن يتحقق النصر. عبارات قصيرة تحمل أفكارا سهلة، لأنها تأتي من خلال الكيببورد. وكاتبها ربما يحتسي قهوة أو يشرب عصيرا، ولا يدري أن عبارته تلك قد تتحول إلى رصاصة تقتل بريئا صدق مثل هذه الشعارات.
حرب تويتر والفيس بوك، صارت مسألة لافتة، قيادة الناس باتجاه تبني رؤى وأفكار وأحكام ليس شرطا أن تكون حقيقية.
نعم لصحافة المواطن الكوني التي تصنع الوعي، لكن لا لتلك الصحافة التي تقود الناس إلى التهلكة. ورغم ذلك، فإن هذا السلوك جعل قنوات تلفزيونية تنساق، فأصبح المذيع الذي يفترض أن ينقل الخبر بتجرد، صاحب رأي، يندفع إلى موقف أبعد من الانحياز إلى نوع من التحريض. النتيجة الحتمية تزايد حالات الإنفلات الأمني هنا أو هناك، لأن هناك إعلاما لا يمارس دوره المسؤول تجاه المجتمعات، خاصة إذا كان هذا الإعلام يصدر من بلد آخر.
شبيبة تويتر والفيس بوك طاقة فاعلة، وثروة إنسانية متميزة، لكنهم يحتاجون إلى تحديد أولوياتهم وعدم الانسياق خلف موجات الغضب التي تقودهم باتجاهات في غير مصالحهم. والأمر نفسه ينسحب على قنوات التحريض التي تنطلق من هنا وهناك لتقود معارك مشبوهة ضحيتها الإنسان التونسي والمصري وغيرهم من أبناء العالم العربي. هي رؤية لن تعجب المتحمسين، لكنها كلمة حق علي أن أقولها لأنني أشفق على هذا الجيل من أن تحرقه الشعارات، كما فعلت نفس الشعارات بأجيال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي