جولة الوزير

أجزم أن الجولة التي قام بها وزير العمل المهندس عادل فقيه الأسبوع الماضي، على مصانع الجبيل الصناعية أبهجته كثيرا. ذلك أن إجابات العاملين الذين سألهم الوزير هناك جاءت إيجابية، وخاض مع هؤلاء العاملين في تفاصيل مهمة، إذ سألهم عن رواتبهم، وعن مدى رضاهم واستقرارهم في العمل. هذه الأسئلة ضرورية من وزير العمل. الإجابات التي قالها شبابنا العاملون في المصانع ليست مزيفة. ذلك أن البيئة المتاحة في الجبيل الصناعية مختلفة بشكل كبير، ودرجة الرضا الوظيفي فيها أعلى. لكن هل هذه الصورة موجودة في كافة منشآتنا الخاصة؟
الشيء المؤكد أن هناك استثمارا ذكيا في شبابنا من قبل عدد من الشركات والمصانع التي تدرك أهمية بناء الإنسان. لكن في المقابل لا يمكن أن ننكر أن بعض منشآتنا يصر على أن يجعل هامش الربح يطغى على كل شيء، وهذا يؤدي إلى بقاء هذه المنشآت في مستويات ربحية محدودة، لأن إهمال الكفاءات وعدم وجود مسارات واضحة للحوافز والزيادات والمكافآت يقلل من الولاء ويزيد من تسرب الكفاءات بعد أن تكون تلك المنشآت قد تعبت على هذه الكفاءات في التدريب والتطوير. من المؤكد أن سقف الميزانيات يقع أحيانا في ما يمكن تسميته قصر نظر فلا ينتبه إلى هذا الخيط ويفرط فيه من أجل مزيد من التوفير. لكن هذا التوفير يصبح مثل السرطان الذي يفتك بالجسد بشكل صامت. نريد من وزير العمل أن يكثف من جولاته وأسئلته، على أمل أن تعطي هذه الجولات ترياقا لكل منشآتنا كي تضاعف من استثمار الطفرة البشرية وتغدو أكثر جرأة في تقديم حلول لمشكلات البطالة الضاغطة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي