ما بعد فتاة البئر
خدمات الإسعاف والإنقاذ تتطور يوما بعد آخر. والحاجات أيضا تتطور وتتغير في مواجهة الكوارث الفردية والجماعية. ولعل حادثة فتاة البئر الارتوازية في الطائف تكشف جزءا من الاحتياجات التي اكتشفنا أننا من الضروري أن نكتسبها في حالة تكرار مثل هذه الحادثة.
إن مقارنة هذه الحادثة بحادثة عمال المنجم الذين حوصروا في تشيلي تكشف لنا نهايتين الأخيرة منهما كانت سعيدة، من خلال إنقاذ العمال المحاصرين.
والأمر لا يحتاج إلى كثير توتر أو إمعان في جلد الذات. الدفاع المدني لدينا قطاع فاعل، والعمل من أجل تطوير مهارات العاملين فيه متواصل، والرجال الذين يعملون في هذا القطاع يستحقون كل التقدير والثناء. ولكننا هنا نتحدث عن الاحتياجات المستجدة. وهذه الاحتياجات لا تقتصر على الحلول التي كان من الممكن الاستفادة منها في حادثة البئر، بل إنها تمتد حتى في التعامل مع المجمعات السكنية العالية في مكة المكرمة وفي سواها في المدن.
والكل يذكر على سبيل المثال ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام المحلية من صعوبات قد تواجه تحليق الطائرات المروحية في بعض هذه المجمعات، خاصة في مكة المكرمة. ربما تكون لدى الدفاع المدني وجهة نظر أخرى في هذه المسألة تنفي أو تثبت الأمر.
لكن الشيء المهم أن تكون لدينا فعلا الحلول اللازمة التي يمكن استخدامها عند الحاجة بكفاءة عالية.
إن الإنقاذ مهمة إنسانية نبيلة، ومن يمارسها يتمتع بقدر عال من الوطنية والإنسانية، ومن المؤسف أن هؤلاء الجنود المجهولين لا أحد يتذكرهم إلا عند حدوث أخطاء. رجل الدفاع المدني، يستحق كلمة شكرا دوما، بعضهم يفقد حياته في مهمة إنقاذ.