معرض ديترويت للسيارات يستعيد تألقه بعد أعوام من الركود
عاد التألق إلى معرض ديترويت للسيارات أمس، فيما احتفل صانعو السيارات بالانتعاش الكبير وارتفاع المبيعات بعد سنوات من إعادة الهيكلة المؤلمة وإفلاس شركتي جنرال موتورز وكرايسلر.
وعانت المدينة التي تحتضن أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات في الولايات المتحدة (جنرال موتورز، كرايسلر، وفورد) من تدهور اقتصادي شديد وسط خسارة متواصلة لحصصها في السوق لصالح منافساتها الآسيوية وأسوأ تدهور اقتصادي تشهده تلك الصناعة منذ عقود.
وأغلقت المصانع وشركات المزودين وخسر الملايين وظائفهم في أنحاء البلاد المختلفة. ولكن بعد أن وصل الوضع الاقتصادي إلى أسوأ مراحله في عام 2009 مع انخفاض المبيعات إلى أدنى مستوى لها منذ ركود عام 1983، واضطرار شركتي جنرال موتوزر وكرايسلر إلى إعلان إفلاسهما والحصول على مساعدات حكومية، بدأت المبيعات في التحسن في عام 2010 وبدأت الشركات الثلاث في جني المكاسب.
وقالت ريبيكا ليندلاند المحللة في شركة "آي إتش إس أوتوموتيف" في مقابلة إن تلك الشركات "شهدت نهضة كبيرة".
وأعلنت الشركة عن تسجيل أرباح بقيمة ملياري دولار في الربع الثالث من العام، ثم أطلقت أكبر اكتتاب عام أولي في التاريخ في تشرين الثاني (نوفمبر). أما شركة كرايسلر، التي لم تعقد ـــ حتى ـــ مؤتمرا صحافيا في معرض العام الماضي لأن معروضاتها كانت قديمة وضعيفة، فقد تمكنت من زيادة حصتها في السوق في عام 2010 وستعرض طرازين جديدين ينتظرهما السوق.
أما شركة فورد، الوحيدة التي تمكنت من الصمود أمام أسوأ ركود تشهده البلاد منذ عقود دون الحاجة إلى مساعدة الحكومة، فقد استعادت مكانتها وانتزعت المرتبة الثانية في السوق الأمريكية من الشركة اليابانية "تويوتا" في عام 2010 بعد أن شهدت أسهمها نموا للعام الثاني على التوالي.
وسادت مشاعر الارتياح الواضحة المعرض.
وصرح ديفيد كول رئيس مركز أبحاث السيارات في ولاية ميتشيغن لوكالة فرانس برس "هناك مستوى من التفاؤل خاصة لدى الشركات المحلية لصناعة السيارات، لم نشهده منذ فترة طويلة".
ومع التوقعات بارتفاع المبيعات بشكل كبير في الولايات المتحدة والعالم، لا تزال شركة تويوتا تعاني من تداعيات سلسلة عمليات سحب أعداد كبيرة من السيارات من السوق، فإن احتمالات تحقيق الشركات الأمريكية مكاسب كبيرة جيدة. وقال ستيف كارليسلي نائب الرئيس لتخطيط المنتجات العالمية في شركة "جنرال موتورز" الأحد في مؤتمر خاص بالسيارات "بالنسبة للمستعدين للتحرك بسرعة، فإن فرص تنمية الأعمال داخل البلاد وخارجها هائلة".