رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


19 مليون متحضر

أعجبني التعبير الذي استخدمه الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حينما قال نريد تحويل 19 مليون مواطن إلى حارس للآثار. هذا التعبير يعكس بالفعل الصورة المثلى ليس فقط في قطاع الآثار، بل في كل ما يخص المكتسبات الوطنية.
وهذه الرسالة، تحتاج إلى أن يتم إحداث نقلة في مفهوم الوعي المطلوب، ذلك الوعي الذي يسمو عن المصالح الذاتية ويمتد إلى تغطية مصلحة الجماعة، هذا التسامي في الفكر وفي الرؤية، يحتاج أيضا إلى أن يستشعر كل واحد من هؤلاء الـ19 مليونا، أنهم ليسوا بحاجة إلى التفريط بهذا المكتسب أو ذاك، لأن هذا التفريط لن يكون له مردود يوازي الخسارات الناتجة عنه.
لقد تعرضت الآثار على مدى سنوات طويلة للعبث والهدر وأحيانا للتدمير نتيجة الجهل والغلو.
خطوات إعادة الاعتبار للآثار، مسألة تستحق الدعم من الجميع، لقد كان البعض سابقا ينكر أن يكون لدينا عمق حضاري، بدعوى عدم التفاخر بآثار ما قبل الإسلام، لكن هذا الأمر جعل جهات خارجية تستغل هذا الأمر في الترويج لأفكار باهتة وحاقدة، حول صحار لا تاريخ لها، وثقافة أفرزها النفط وحسب. هذه الفرية، أسهم البعض منا مع الأسف في تكريسها، والوقت حان الآن، لأن يقول 19 مليون إنسان إن الأمر ليس كذلك، وإن الآثار التي تكنزها الأرض منذ آلاف السنين تعكس شراكة هذه الأرض في العطاء الحضاري الإنساني مثلها مثل سواها من البلدان التي تتباهى بعمقها الحضاري.
والحفاظ على الآثار ليس ترفا، ولا تفريطا، وهو أمر جوهري، بل هو أمانة ملقاة على عاتقنا، باعتبار أن هذا إرث إنساني من حق الجميع علينا أن نرعاه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي