يا رب توفيقك

دعاء تردده الجماهير السعودية بقلوب صادقة وآمال كبيرة، يحدوها الأمل باستعادة المجد الكبير والسيطرة من جديد على بطولات القارة، وأن تتكلل مسيرة المدرب البرتغالي بيسيرو بالنجاح، ويثبت مقدرته وصواب نظرته الفنية والمنهج الذي اختطه في تدريبه الأخضر, وهو المنهج الذي أثار معارضة كبيرة في الوسط الرياضي, فانقسم الجميع حوله إلى قسمين منهم مؤيد له، ومنهم معارض وبشدة، فأصبحت هذه البطولة مفترق طرق للفريقين لبيسيرو ومؤيديه في إثبات صحة نهجه التدريبي، ولمعارضيه في إثبات صدق تحليلهم ونظرتهم، متخذين من خسارة المنتخب وسيلة لذلك.
ولأن هذه الآراء أصبحت تأخذ صفة الإقرار والتأكيد، وتكون بهذه الصفة عند طرحها, بعيداً عن كونها وجهة نظر تحمل الصواب أو الخطأ، فانتفت بذلك أي فائدة من النقاش والتوضيح حولها، فالأفضل ترك النقاش والجدل الذي أصبح بيزنطياً جانباً والتوجه لتشجيع الصقور الخضر، ونقول يا رب توفيقك لهؤلاء الأبطال، وأن يعودوا وقد تحققت الآمال والتطلعات التي ترجوها آلاف الجماهير التي تقف من خلفهم.
الروح من أهم أسباب الانتصار:
ليست الموهبة والقدرة الفنية فقط هما اللذان يجلبان الفوز وكسب النقاط، بل إن علاقة اللاعبين مع بعضهم أمر مهم، وهي العامل الأساس في تفاعلهم مع المدرب والإداري، فمتى سادت روح الأخوة والحب الصادق للشعار، فستجد الدافع الحقيقي الذي يفجر الطاقات داخل الملعب طوال دقائق المباراة، فتجد الكثير من اللاعبين يرفضون الخروج حتى لو سالت منهم الدماء، مفضلين البقاء بروح المقاتل الشجاع، يدفعهم إلى ذلك صدق الانتماء والتضحية للشعار الذي يرتدونه، مستمدين قوة العزم من إخوة صادقين يشحذون همتهم داخل المستطيل الأخضر.
قاعدة الهلال إلى أين؟
قد لا يتفق معي الكثير في أن الهلال بدأ يفقد كثيراً من بريقه وعوامل نجاحه التي أكسبته التميز خلال السنوات الماضية في قطاعاته السنية جميعاً, فالفئات السنية التي كانت معينا لا ينضب للمواهب أوشكت على الجفاف لأسباب إدارية بحتة، فالعرف الهلالي المتوارث بأن تبقى إدارتها بعيدا عن إدارة النادي، وتؤول مسؤوليتها مباشرة إلى الأمير بندر بن محمد الذي قدم من خلالها الكثير للهلال, يبدو أنه لم يلقَ القبول الكافي مع تردي نتائج هذا القطاع بشكل ملحوظ خلال مسابقات هذا العام، فأتى تصريح الأمير عبد الله بن مساعد ليعلق الجرس نحو تغيير متوقع يعيد لها ما فقدته من تميز في فترات سابقة.
عمران العمران وحسن الناقور:
جاء تصريح عضو الشرف النصراوي عمران العمران تأكيداً لما ذكرته في المقال السابق من أن الإدارة النصراوية لا تقدم عملاً جيداً، بل إن مسلسل التفريط في رجالات النادي الداعمين مستمر، فبعد حسام الصالح، وسامي الطويل، يأتي عمران العمران كي يؤكد من خلال حديثه الإعلامي، هذا الخلل الذي يجب على محبي النادي تداركه وعلاج أسبابه والقضاء على مسبباته من أجل إبقاء هذه الكوادر لخدمة الكيان، فالجميع سعى إلى استقطاب رجال الأعمال الفاعلين والداعمين، بينما النصر ينفرهم, وما انضمام حسن الناقور عضو شرفه للإدارة الهلالية وتكفله بمعسكر فريق كرة القدم في أبوظبي إلا دلالة واضحة على اختلاف النهج بين الإدارتين، فبينما ينجح الهلال في استقطاب أعضاء شرف داعمين، ويقدم لهم الدعم المعنوي الكبير، ويترك لهم المساحة التي يريدونها في العمل وحق الظهور الإعلامي، في حين نجد الإدارة النصراوية تملك نظرة مختلفة في كيفية التعامل مع أعضاء شرفها الداعمين.

خاتمة
لا نحقق الأعمال بالتمنيات .. إنما بالإرادة نصنع المعجزات

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي