تأييد أوروبي لإصدار سندات مشتركة لمواجهة أزمة الديون

تأييد أوروبي لإصدار سندات مشتركة لمواجهة أزمة الديون

أكد جورج باباندريو رئيس الوزراء اليوناني أمس أن التأييد يتزايد لإصدار سندات مشتركة لدول منطقة اليورو لتمكين الدول المتعثرة مثل اليونان للاقتراض بأسعار أقل.
وأضاف باباندريو، خلال مؤتمر في وزارة الاقتصاد الفرنسية عن إنعاش الاقتصاد العالمي، أن السندات المشتركة يمكن أن تساعد على التغلب على أزمة الديون السيادية لمنطقة اليورو. وعارضت فرنسا وألمانيا أكبر اقتصاديين في منطقة اليورو التي تضم 17 دولة الفكرة بشدة حتى الآن.
وقال باباندريو "هناك تأييد متزايد لإصدار السندات الأوروبية كأداة مالية يمكنها مساعدة أوروبا على تحقيق أهدافها"، مشيرا إلى مقترح قدمه جان كلود يونكر رئيس مجموعة اليورو وجوليو تريمونتي وزير الاقتصاد الإيطالي. وأضاف "ستسهم السندات الأوروبية في خفض التوترات المتزايدة في الأسواق (السندات) السيادية، السندات الأوروبية ليست بديلا لهذا التعديل الضروري الذي نقوم به في بلداننا بما في ذلك بلدي".
وتقول كل من برلين وباريس إن إصدار سندات لمنطقة اليورو بسعر فائدة موحد سيرفع تكاليف اقتراضها ويزيل الحافز على الانضباط المالي لدى لدول التي تواجه ارتفاعا في الديون والعجز. وارتفع عائد السندات الفرنسية لأجل عشر سنوات ذات التصنيف المرتفع نحو 50 نقطة أساس، مقارنة بالمزاد السابق عندما باعت باريس سندات بنحو تسعة مليارات يورو في أول مزاد للعام الحالي يوم الخميس, مما يشير إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو. وقال باباندريو إنه لا مجال لتحفيز الاقتصاد على المستوى الوطني "لكن هناك مساحة لذلك على مستوى الاتحاد الأوروبي". وأضاف "الاتحاد الأوروبي لديه فرص هائلة بالمقارنة مع الولايات المتحدة التي تواجه دينا اتحاديا ضخما، لا يوجد مثل هذا الدين على المستوى الأوروبي". ومضى يقول إن الأسواق لن تهدأ إلا عندما تقتنع بقدرة الاتحاد الأوروبي على العودة لتحقيق نمو مستدام. وتعارض ألمانيا الاقتراض على مستوى أوروبي وتقول إن كل دولة عليها أن تجد طريقها للعودة إلى التنافسية من خلال خفض العجز وإصلاحات اقتصادية هيكلية. من جهة أخرى، قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن إن أوروبا بحاجة "إلى ترتيب البيت من الداخل" في 2011 باستعادة الثقة باليورو وحل مشاكل نظامها المصرفي الهش الذي يعوق النمو والتعافي. وأضاف الوزير في مقال رأي في صحيفة فاينانشيال تايمز في عددها الصادر أمس إنه ينبغي لأوروبا الاتفاق في مطلع العام الحالي على "حزمة شاملة" لتهدئة مخاوف السوق بشأن الديون السيادية. وقال "ربما يكون الشعور بالأزمة قد هدأ لكن عدة اقتصادات أوروبية ما زالت تعاني من اتساع هوامش العائد وارتفاع الفائدة في السوق". وأضاف "يجب أن تتبع منطقة اليورو منطق العملة الموحدة وأن تدعم اليورو بشكل أكثر إقناعا".
وارتفع العائد بشدة على سندات الدول التي تواجه أزمات ديون ومشاكل مصرفية في الشهور الأخيرة، إذ يسعى المستثمرون للحصول على عائدات أعلى لتعويض المخاطر المرتفعة. وقال أوزبورن قبيل اجتماع للساسة وخبراء الاقتصاد الأوروبيين في باريس أمس إن جولة مزمعة من اختبارات التحمل للبنوك الأوروبية ينبغي أن تكون أكثر صرامة وأن تفحص مستوى السيولة إلى جانب رأس المال الأساسي من المستوى الأول. وأضاف أنه ينبغي أن يطلب من جهات خارجية مثل صندوق النقد الدولي مراجعة نتائج الاختبارات للمساهمة في استعادتها للمصداقية.

الأكثر قراءة