الصين: مستعدون لدعم مدريد للخروج من أزمتها.. وسنواصل شراء ديونها

الصين: مستعدون لدعم مدريد للخروج من أزمتها.. وسنواصل شراء ديونها

أكد مسؤولون صينيون أمس أن بكين مستعدة لمساعدة إسبانيا على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها وستواصل شراء دينها العام، وكتب نائب رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ في افتتاحية نشرتها صحيفة "البايس" أن الصين تثق بالسوق المالية الإسبانية وستواصل شراء دينها العام. وقال المسؤول الصيني: إن "الصين بصفتها بلدا مستثمرا مسؤولا على الأمد الطويل في السوق المالية الأوروبية وخصوصا الإسبانية، تثق بالسوق المالية الإسبانية". وأضاف أن هذا الموقف "ترجم بشراء جزء من دينها العام وسنواصل ذلك"، مؤكدا أن بكين "تدعم الإجراءات التي تبنتها إسبانيا للإصلاح الاقتصادي والمالي وواثقة من أن هذا البلد سيتوصل إلى انتعاش اقتصادي عام". ويبدأ اليوم لي زيارة تستمر ثلاثة أيام لإسبانيا حيث يفترض أن تتناول محادثاته الصعوبات المالية لمدريد في إطار المخاوف من أزمة الديون السيادية في أوروبا، أول سوق للصادرات الصينية. وأكد سفير الصين في مدريد جو بانغزاو أن بكين مستعدة لبذل "جهود" لمساعدة إسبانيا على الخروج من أزمتها المالية والاقتصادية. وقال السفير الصيني إن محادثات لي مع رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ووزيرة المالية أيلينا سالغادو "ستلعب دورا أساسيا" في إحلال الاستقرار المالي. وستتناول المحادثات خصوصا تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية والسماح "باستعادة ثقة الأسواق". وأصيب الاقتصاد الإسباني، الذي يحتل المرتبة الخامسة في الاتحاد الأوروبي، بالانكماش منذ النصف الثاني من 2008 خلال الأزمة المالية العالمية، وهو يواجه صعوبة في الانتعاش.
وكانت الصين قد أعربت في نهاية الشهر الماضي عن "قلقها" حيال قدرة الأوروبيين على إنهاء أزمة الديون الحكومية. ورأت بكين أن الإجراءات التي اتخذت في أوروبا لحل أزمة ديون الدول "تحول مرضا خطيرا إلى مرض مزمن". وقد أبدت استعدادها لمساعدة الاتحاد الأوروبي عبر استخدام احتياطي القطع لديها. وقال جيانغ يو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "ستكون أوروبا في المستقبل إحدى أبرز أسواقنا لاستثمار احتياطي القطع لدينا". إلا أنه لم يعط المزيد من التفاصيل حول هذه الاستثمارات، وبلغ احتياطي الصين من العملات 2648 مليار دولار في نهاية أيلول (سبتمبر). وشهدت إسبانيا في نهاية العام أسابيع من التقلبات التي أثارت قلق الأسواق بعد خطة الإنقاذ الإيرلندية، بشأن المتانة المالية لإسبانيا وخصوصا وزن هذا الاقتصاد إذا احتاج إلى مساعد. وارتفع الدين العام الإسباني 16.3 في المائة ليبلغ نحو 611 مليار يورو (808 مليارات دولار) في الفصل الثالث من العام الماضي ويعادل 57.7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في أعلى معدل يسجل منذ عام 2000. ولي كيكيانغ الذي يوصف بأنه الخليفة المرجح لرئيس الوزراء وين جياباو، سيزور أيضا بريطانيا وألمانيا في إطار هذه الجولة الأوروبية.

الأكثر قراءة