رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


فيصل بن تركي .. انتصار للذات أم للكيان؟

شهدت الجولة الـ16 من دوري زين السعودي أحداثا كان صداها كبيراً ومثيراً في الشارع الرياضي، وبشكل خاص ما حدث بعد لقاء فريقي النصر والتعاون، التي استدعت أحداثها تدخل كبار المسؤولين في أحاديث مباشرة عبر وسائل الإعلام من أجل إظهار الصورة الصحيحة التي ينبغي أن تكون عليها المنافسة.
أنا هنا لست بصدد تقييم تلك الأحداث، لأن ما طرح خلال الفترة الماضية كان كافياً، ولكني سأتطرق إلى وضع البيت النصراوي من الداخل، فرئيس النادي قدم عملاً يشكر عليه، حين نجح في استقطاب مواهب قدمت إضافة كبيرة إلى فريق كرة القدم، وصل من خلالها إلى مركز متقدم في سلم الترتيب، وهذه النتائج التي تحققت زادت من الحماس والرغبة في أن يحافظ الفريق على هذا التقدم، ولذلك أتت الانفعالات التي تصدر من إداريي الفريق ولاعبيه عاطفية أكثر من كونها عقلانية، فاتسمت بالاضطراب والعصبية بشكل كبير، ودخل الرئيس النصراوي في وسط هذا المعترك، وهو الذي وقف وحيداً خلال الفترة الماضية في ظل قلة حضور نائبه عامر السلهام وابتعاد المشرف على الفريق سلمان القريني فترة طويلة، فعاش وسط ضغوط شديدة ومطالبات جماهيرية هائلة، في جو من التشكيك، تثيره نظرية المؤامرة ضد الفريق، وهكذا أخذت الأحداث تشكل بعداً عاطفياً لدى فيصل بن تركي، بأنه يجب أن ينتصر لنفسه أمام من تخلوا عنه، ويحقق ما لم يحققه غيره في أن يكون الرمز القادم، فتناسى بذلك الهدف المعلن وهو تجاوز نسبة الـ20 في المائة، ليقفز مباشرة تجاه تحقيق البطولة، وهذا أحد أهم الأخطاء التي ارتكبها، ومن نتيجتها ما حدث من انفعال أتى بصورة استهجنها الجميع ولم يرضَ عنها رئيس النصر نفسه، عندما قدم اعتذاره مباشرة عنها بعد المباراة، وإن كنت أرجع ذلك لسلسلة من الأخطاء تراكمت، فكان هذا نتاجها، فالأمير لم يوفق في اختياره لمن يكون في منصب نائب الرئيس وكذلك المشرف على الفريق الأول لكرة القدم، فالنائب لا يملك ذلك التأثير القوي داخل النادي، ولا يمكن أن يكون كذلك خارجه، أما المشرف فقد تخلى عن الفريق في أصعب مراحله في دوري زين، حتى أصبح الرئيس النصراوي يترجى لاعبيه ألا يتخلوا عنه في وقت تخلى الجميع عنه قبل مباراة الاتفاق الدورية.
إذاً تراكم الأخطاء الإدارية مع فتح أبواب الطموح نحو تحقيق ما يصعب نواله في هذا الوقت، في ظل انقسام شرفي كبير، جعل الغليان النصراوي كبيراً وشاملاً، فكانت محصلته تلك الأحداث التي لن تزول آثارها في المنظور القريب، فيجب تدارك كرة الثلج قبل أن تذهب إلى أكبر من ذلك.
التخطيط سليم
استطاع الرئيس الشبابي أن يحافظ على لاعبيه وأن يكسب معركة التجديد لصالحه، مظهراً براعة ومقدرة كبيرةً، في ظل إلغاء المادة الـ18، وهو ما يحسب للإدارة الشبابية ويؤكد تميزها في هذا الجانب.
الأهلي وعودة الروح
توالي الانتصارات الأهلاوية أسهم في رفع الروح المعنوية لدى لاعبي ومسؤولي الفريق، في ظل تطور ملموس في انضباطية الفريق وأدائه، ولكن هذا الأمر يجب أن لا يسهم في تخدير القائمين على الفريق عن معالجة الخلل الواضح في محور الفريق الدفاعي وحراسة المرمى، إضافة إلى حاجة الفريق الماسة إلى قلب دفاع متميز، يبعث الكثير من الاطمئنان في ظل التميز الهجومي للفريق.
معنى الكلام
هناك أمور حساسة، ونتيجة الكلام فيها تبعاته أكبر من أن يصل إلى مداها الوصف، خصوصاً متى ارتبطت معانيها بالوطن وسمعته، فالوطن غالٍ ونفيس، ولذلك يجب رفعه عالياً فوق كل صراع، وعدم الانجراف خلف ضغينة أو ضغوط وقتية، نجعلها هي القائد لتصرفاتنا، وننحي العقل بذلك جانبا.
خاتمة
وترى شور من لا يستشيرونه المـلا ...
شمعة نهار في ضياء الشمس ذايبة

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي