رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الغش الفكري

الغش سيئ في كل الأحوال، سواء كان هذا الغش في السلع أو في الأفكار. غش الأفكار أوجد لدينا نماذج مشوهة، قادت بعض أبنائنا إلى الجحيم، من خلال إقناعهم بأن أقرب طريق إلى الجنة هو الإرهاب والانتحار بالتفجير وسواه من الموبقات، التي تؤدي إلى طريق إبليس الملعون.
يخطئ من يجامل مثل هؤلاء الذين يمارسون الغش والتدليس في الأفكار، لأن هذه المجاملة هي التي جعلت الشذوذ يتسيد في فترة من الفترات، وصار التنطع السبيل الأسهل لإثبات التدين والنزاهة. ولكن المظاهر تخدع كثيرا، وليس شرطا أن الفضيلة والنزاهة والطيبة قرينة بالمظهر.
الشيء المؤسف أن بعض الدعاة لا يزال يمارس صمتا تجاه مثل هذه الأفعال الشريرة، خوفا على جماهيريته. وأحيانا تجده يتكلم كلاما عاما لا تستطيع من خلاله أن تتبين موقفه من سرطان الإرهاب، فهو وإن لمزهم بكلمة في ثنايا محاضرته، لكنك ستجده في نهاية المحاضرة يدعو للمجاهدين في كل مكان بالنصر والتمكين، وغالبا أنت ستخرج من تلك المحاضرة أو الخطبة بسؤال لا إجابة له: من هم المجاهدون الذين يدعو لهم الخطيب بالنصر والتمكين في كل مكان؟! إنه نوع من الخطاب المغشوش، الذي يهب لكل طائفة ما تريده. هو ضد الإرهاب، ولكنه يدعو للمجاهدين، وكل الإرهابيين لا يعترفون بأنهم من أهل الإرهاب، بل يرون أنهم هم ذروة الجهاد وسنامه. نتاج هذا الغش تلمحه في حالات الارتباك الفكري التي عانت منها أجيال من الغلاة المتشددين، الذين يحسبون أنهم على الطريق السوي، لأن فلان وفلان من الدعاة لم يوضحوا لهم بشكل دقيق الفارق بين الإرهاب والجهاد. ولم يقل أحد لهؤلاء إنه ليس ملزما بالقتال بالنيابة عن الآخرين بدعوى الجهاد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي