رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أسئلة تائهة

يحذر متخصصو التربية من عدم الإجابة عن استفسارات الأطفال؛ لأن ذلك قد يحدث لهم خللا في بنيتهم الفكرية والثقافية. فإذا كانت الاستفسارات من البالغين، وتهتم بجزء من حياتنا اليومية. فبقاء هذه الأسئلة التائهة بين الصدور قد يربك حياتنا، ويؤدي بنا إلى ممارسات أو انحرافات غير حميدة، ترتبط ارتباطا مباشرا بحالة الكبت المعرفي الذي نعانيه. وهذه النوعية من الأسئلة عديدة ومتنوعة، ولا تجد الإجابة عنها. وكل شخص يستطيع أن يستقي العديد من هذه الأسئلة والاستفسارات من واقع الحياة اليومية، لكن الأمر المحير أن أغلبنا لا يجد إجابة مقنعة أو جهة تتولى مثل هذه الاستفسارات والإجابة عنها بشفافية وعدالة. ومن هذه الاستفسارات العديدة اخترت لكم:
- مطار في إحدى مدن المملكة، يعد من أكبر المطارات من حيث حركة المسافرين، يضطر المسافرون فيه إلى حمل حقائبهم مرتين، الأولى لإجراء الوزن وإصدار بطاقة الصعود، والثانية لإدخاله لمنطقة العفش، في الجهة الأخرى من الصالة. وكأنه نوع من التعذيب المؤدب للراكب على ما يقوم بجلبه من متاع.
- إحدى الجهات الرسمية تعاني فشلا ذريعا في عمليات الهيكلة والتشغيل، تريد صرف النظر عن كل اختلالاتها، فتتجه للإعلان عن توظيف المرأة في هذا القطاع. فهل أصبحت المرأة سلعة يتقاذفها المتقاذفون، لننحرف عن الهدف الأساس؟
- جهة خدمية حاولت مشكورة أن تطور من خدماتها للعملاء وأن تستقصي مدى رضى العميل عن الخدمة المقدمة، فما كان منها إلا أن توجه للعميل السؤال التالي: ''ما رأيك في الموظف الذي قدم لك الخدمة؟ والإجابة نعم أو لا''، حقيقة لم أفهم السؤال ولا الإجابة؟
- من السهل الحكم واتخاذ القرار الخاطئ في دوائرنا الحكومية، لكن من الصعب، بل من المستحيل التراجع عن هذا القرار المتخذ، هل لأنّا لا نخطئ، أما إنّا نرى بعين أخرى غير التي يمتلكها بقية البشر؟
- المساءلة تعني أن لكل صاحب مصلحة الحق في أن يسأل الأشخاص الذين قبلوا بتولي المسؤولية، لكن في ظل غياب جهاز المساءلة الرسمي، هل تملك بقية الأجهزة النظامية والقضائية المقدرة في تبني مفاهيم المسألة والمحاسبة؟
مثل هذه القضايا تنتج عادة لغياب ممارسات الإفصاح والشفافية، والمساءلة فيما بين الجهات ذات العلاقة، وهم فئات المستفيدين باختلاف أطيافهم، غياب ثقافة الشفافية والمساءلة، تنتج منها العديد من الأمور التي قد تكون سببا في ظهور إشكالات وإخفاقات عديدة.
هذه الاستفسارات وغيرها عديدة تبقى تائهة بلا إجابات تروي تعطشنا الدائم للبحث عن إجابة لما يحدث حولنا، فإذا كنتم تملكون الإجابة فدعونا نشارككم بها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي