كيف يشكل الدماغ مستقبل الإنترنت؟
تساعد الاختراعات الجديدة على تغيير نظرة الناس للمعلومات وتؤدي إلى توليد نظريات جديدة حول الدماغ. في الوقت نفسه يسعى العلماء إلى تطبيق الاكتشافات الجديدة التي تتعلق بالدماغ من أجل فهم أفضل للإنترنت وتحسين الأداء الوظيفي له.
الدراسات والأبحاث حول الدماغ والإنترنت تجعل من الممكن أن نقول إن ''شبكة الإنترنت تتطور لتتحول إلى دماغ''. ولنفهم ما يعنيه هذا القول وكيف أن نظرنا إلى الإنترنت بهذه الطريقة سيغير تماما من معدلات تطور الإنترنت، علينا أن ننظر إلى طريقة عمل الدماغ.
يتكون الدماغ من جزيئات الكربون نفسه التي يتكون منها باقي جسم الإنسان. ينقسم الدماغ إلى شبكة من الخلايا العصبية والذكريات المخزنة في هذه الشبكة النشطة. ليس في الإنترنت الآن عدد الاتصالات الموجودة في الدماغ نفسه، إلا أنه آخذ في النمو ويتحرك بخطى سريعة ليشبه الدماغ البشري أكثر وأكثر.
يشترك الإنترنت الآن مع الدماغ البشري في نقاط القوة والضعف، وسيكون قادرا على التفكير في المستقبل، وقد بدأ بالفعل في تكوين الوعي الجمعي لمستخدميه. يعالج الكمبيوتر البيانات بسرعة كبيرة للغاية، إذ يمكنه البحث في ذاكرته الميكانيكية بأسرع بكثير مما يستطيع الدماغ البشري بخلاياه التي يبلغ عددها 100 مليار خلية عصبية.
من المثير التفكير في أن بناء أجهزة ذات ذاكرة أكبر سيؤدي إلى أجهزة كمبيوتر أذكي أو حتى قادرة على التخيل. إلا أن هذا ليس هو الحال، فالدماغ لا يعمل بطريقة عمل الكمبيوتر نفسه. فالدماغ يبحث عن المعلومات ثم يتوقف ليسترجعها ثم تراوده أفكار لا علاقة لها بما يبحث عنه.
هذه العملية السريعة المتقافزة ليست بالبسيطة، وهي جزء لا يتجزأ من الذكاء البشري. لذلك فإن الذكاء الاصطناعي يتطلب جهازا يستخدم ذات العملية. يجب أن يكون هذا الذكاء الجديد قادرا على وصف عملياته بنفسه والتفكير فيها. كما أنه سيحتاج إلى القدرة على التخمين وتقييم الذات وتوجيه الأسئلة والتعلم من التكرار والأخطاء.
يعد التعرف على الأنماط أمرا أساسيا في عملية التفكير البشري. فمع عملية فرز البيانات يسعى الدماغ البشري إلى البحث عن الأنماط التي تؤدي إلى معنى وتجعلنا نتجنب عمليات المعالجة الموسعة كالتي يقوم بها الكمبيوتر.
يتطلب بناء أجهزة كمبيوتر قادرة على التعرف على الأنماط تجميع وتوصيل الخلايا العصبية الاصطناعية على شبكة تربطها ببعضها. يتطلب هذا مليون جهاز كمبيوتر عادي متصلين على شبكة.
هذا النوع من الذكاء موجود بالفعل بطريقة ما في حقول الخوادم الخاصة بمحركات البحث الشهيرة والتي تسهل الأداء الفائق ليس مع كمبيوتر عملاق واحد، وإنما مع ''السحابة الحاسوبية'' أي الآلاف من أجهزة الكمبيوتر الصغيرة التي تعمل معا.
TITLE: WIRED FOR THOUGHT: HOW THE BRAIN IS SHAPING THE FUTURE OF THE INTERNET
AUTHOR: JEFFREY M. STIBEL
PUBLISHER: HARVARD BUSINESS PRESS
ISBN-10: 1422146642
SEPTEMBER 2009
256 PAGES