لوردات المالية:1929 والكساد العظيم.. والمصرفيون الذين أفلسوا العالم
ووصلت الأمور إلى الحضيض في بدايات الثلاثينيات، أسوأ لحظات الكساد الكبير التي يعتقد الناس الآن مخطئين أنها نتيجة مؤسفة للتطور الحتمي للأحداث. بينما في الحقيقية كان الكساد الكبير نتيجة مباشرة لقرارات خاطئة من محافظي البنوك المركزية في أربع قوى عظمى آنذاك: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا.
فقد قررت البنوك المركزية في هذه الدول تخفيض معدلات الفائدة في وقت كان ينبغي فيه أن يفعلوا العكس تماما، وتمسكوا بقاعدة الذهب لفترة طويلة، كانت هذه البنوك المركزية تتخذ قرارات غير صائبة بسبب الجهل أحيانا والحماقة أحيانا أخرى، إلا أن النتيجة النهائية هي أن هذه القرارات أدت مباشرة إلى الكساد.
في أوائل القرن الـ20 استخدمت هذه البنوك المركزية خزائن للذهب لدعم قيمة عملاتها الورقية، وفي عام 1914 استخدمت 59 دولة قاعدة الذهب، وكان دعم العملة بالذهب يدل على أن الدولة تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي، ولأن الذهب كان موردا نادرا، لم تستطع الدول المستخدمة لقاعدة الذهب أن تزيد كمية العملات المتداولة لديها بأي كميات تذكر.
علق كثير من خبراء الاقتصاد ساخرين على هذا الوضع قائلين إن الذهب يستخرج من أعماق الأرض في إفريقيا، ويشحن عبر مسافات طويلة ليوضع في خزائن البنك المركزي تحت أعماق الأرض أيضا. كانت قاعدة الذهب تقي الاقتصاد من التضخم إلا أنه لم يكن علاجا شاملا لكل الآفات الاقتصادية.
خلال الحرب العالمية الأولى تضاعفت كمية العملات المتداولة في بريطانيا، وتضاعفت ثلاث مرات في فرنسا، وأربعة في ألمانيا، وكانت نتائج هذا وخيمة للغاية. لقد شلت الحرب الاقتصاد الأوروبي، بينما ازدهر الاقتصاد الأمريكي التي أصبحت المورد الأول للمواد والإمدادات للدول المتحاربة. بحلول نهاية الحرب، كان البنك الاحتياطي الأمريكي قد جمع أكبر كمية من إمدادات الذهب في العالم.
كلفت الحرب أوروبا نحو 200 مليار دولار، وأدت السياسات النقدية الحمقاء في زمن الحرب إلى تخفيض قيمة العملات، وتراكم الديون، وأصرت الدول المنتصرة على فرض عقوبات مالية باهظة على ألمانيا.
TITLE: LORDS OF FINANCE: 1929, THE GREAT DEPRESSION, AND THE BANKERS WHO BROKE THE WORLD
AUTHOR: LIAQUAT AHAMED
PUBLISHER: WINDMILL
ISBN-10: 009949308X
FEBRUARY 2010
576 PAGES