الحق يراك

الإعلان الذي نشرته هيئة حقوق الإنسان على صفحة كاملة في أكثر من صحيفة، حمل عبارة قصيرة جدا: تذكر أن الحق يراك، فأعط كل ذي حق حقه. هذه الإعلانات تأتي ضمن برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان.
نحتاج إلى أن تصبح ثقافة حقوق الإنسان ممارسة يستشعرها كل إنسان. علينا أن لا نكابر. كثيرون منا في دواخلهم جور بشري ضد سواهم. هذا الجور لا يمكن مواجهته وقمعه إلا بالاعتراف بوجود هذه المشكلة.
التعلم والتعود لا يمكنهما أن يتحققا دون الاعتراف بأن هناك خللا يحتاج إلى إصلاح. هناك بيئات عمل تعج بالممارسات التي تمس حقوق الإنسان، وهناك بيئات في مؤسسات للتربية والتعليم لا يوجد فيها استحضار لثقافة حقوق الإنسان، وهناك منازل وأسر لم تسمع أصلا بثقافة حقوق الإنسان. في كل مكان سوف تجد مشكلة.
لا يوجد لدى كثيرين رغبة لتقبل الرأي المخالف واحترامه. من السهل جدا أن يرد المرء في لحظة عصبية بالقول: "كل تبن". هذه العبارة، عندما تصدر من صاحب حق، تجرده من حجته، ويتحول صاحب الحق إلى إنسان محقوق. كرامة الناس لا تعطي الآخر حق شتمهم أو احتقارهم أو امتهان كراماتهم.
يا هيئة حقوق الإنسان، ما تفعلونه أمر حميد، التركيز على نشر ثقافة حقوق الإنسان مسألة ضرورية، من المهم أن تحتل الأهمية الأولى. بدلا من القصص الفردية الصغيرة التي يمكن أن تتابعها جمعيات أخرى تهتم بتتبع الحالات الفردية الخاصة بالعنف الأسري وغيرها من الحالات الإنسانية.