وصفة من عالم أعصاب لتحسين أداء دماغك
في الفترة بين ثلاثة وستة أشهر من الحمل، تتكون في الدماغ معظم الخلايا العصبية أو خلايا المخ إلا أن هذا العدد يبدأ في الانخفاض قبل ولادة الطفل ويستمر في الانخفاض مع مرور الوقت، لكن موصلات خلايا المخ تزداد مع التقدم في العمر. يصل الدماغ إلى أقصى حجم له تقريبا لدى الفتيات في الـ 11 ولدى الفتيان في الـ 15، ثم يتراجع في الحجم بعد ذلك.
هناك الفص الجبهي من الدماغ والذي تتركز به معظم المشاعر المتطورة والتفكير المنطقي. يتطور هذا الفص في مرحلة المراهقة وهو ما يفسر ضعف قدرة المراهقين في السيطرة على انفعالاتهم حتى يتم النضج.
عندما يصير المرء بالغا، يصبح الفص الجبهي أكثر توازنا وتتطور الخلايا العصبية المتخصصة في الأنشطة التي يمارسها المرء بانتظام مثل تلك المتعلقة بالعمل. ومع التقدم في السن يقل مستوى الناقلات العصبية ما يجعل الدماغ أقل فعالية ويترك المرء أكثر عرضة لفقدان الذاكرة والاكتئاب.
لحماية الدماغ مع التقدم في السن، ينبغي التركيز على ثلاثة مجالات هي: النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والنوم. وبصفة عامة تعد الخيارات الغذائية المفيدة للقلب هي ذاتها المفيدة للدماغ.
إن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، قليل الدسم يمنع ارتفاع نسبة الكوليسترول والسمنة، ويقلل أيضا من ظهور الأمراض التي تعوق وظائف الدماغ مثل الزهايمر وخرف الشيخوخة.
يشجع الكتاب القراء على اتباع النظام الغذائي المتبع في غالبية مناطق حوض البحر المتوسط والذي يتميز بتجنب السعرات الحرارية الكثيرة والدهون غير المشبعة التي تزيد من مدة صلاحية الأطعمة المجهزة لكنها تؤدي إلى انسداد الشرايين في الدماغ والقلب مما يؤدي إلى النوبات القلبية والتدهور في القدرات العقلية.
من المهم أيضا تناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا، لأن مادة الأوميجا 3 الموجودة في الأسماك تقلل من فرص الإصابة بالاكتئاب. وإضافة مقادير صغيرة من الفراولة والجوز تساعد على التعلم وتقوي الذاكرة. كما ينبغي الحد من تناول جرعات الفيتامينات كمكملات غذائية لأن معظم احتياجات الجسم منها موجودة في الغذاء الطبيعي، وعادة لا يستطيع الجسم امتصاص معظم المعادن الموجودة في هذه المكملات.