اللقب هلالي والفخر للوطن
بعد أن توج الاتحاد الدولي للإحصاء نادي الهلال كزعيم للقرن في قارة آسيا, أتى الإنجاز الآخر بأن منحه لقب زعيم العقد الأول الآسيوي من القرن الحالي, كمنجز رياضي يضاف إلى منجزات الوطن، وتضاف إلى سجله الشرفي, والأمر الذي يجب أن يسأل عنه من يبحث عن التفوق وأن يرتسم طريقه. بعد أن نقدم التهنئة للوطن ومن ثم للمنظومة الهلالية أعضاء شرف وإدارة ولاعبون وجماهير: كيف تفوق الهلال؟ وكيف حافظ على هذا التفوق خلال مسيرة تميزه؟
والجواب, إن السر في ذلك هو عدم التفرد في الزعامة داخل النادي، فالهلال هو الكبير، وعشاقه خدم له, رغم مكانة وعظم مجهودات من تولى رئاسة النادي وتعدد نجومه, فلذلك لا تكاد تسمع بينهم على مستوى الجماهير أو على مستوى الإعلام أي إنجاز ينسب إلى إدارة بعينها، بل كل المكتسبات والتفوق تنسب للهلال, فلا تسمع سوى بطولات الهلال, وألقاب الهلال, فابتعدت الفردية وحب الزعامة من القاموس, فالمعادلة الكيميائية الهلالية تصهر جميع العناصر في بوتقة واحدة، يخرج منها الجميع لا يتنفس إلا برئة زرقاء رسمت الفرحة على محيا عشاقه, بينما تفرغ الآخرون لصراعات الزعامات الفردية فتشتت جمعهم وذهبت ريحهم.
ـــــ الوطنية الرياضية, نغمة جديدة ظهرت وانتشرت، وهي أن الوطنية لا علاقة لها بالرياضة، والحقيقة أني حاولت استساغة الأمر فلم أستطع أن أجد أي طريقة لذلك، فكَلَّ مني الجهد وحارت بي السبل, فالوطن فوق الجميع، وفي أعينهم في كل حين وفي كل مجال، بل أجزم بأن الرياضة أهم جانب يجب أن ينشط فيه الانتماء الرياضي للوطن، كيف لا والسواد الأعظم من الممارسين للرياضة والمتابعين لها هم من الشباب، فإذا سمحنا بأن نغرس فيه عدم نصرته لأخيه ومن يعيش معه في وطن واحد, ونرضى منه أن يكون عونا على أخيه بحجة أنها رياضة, ومن بعد أن تغرس تلك المفاهيم في وجدانه نريده بعد أن يكبر ويتولى زمام المسؤولية أن يكون أميناً على الوطن ومكتسباته، وهو من تربى وجدانه على غير ذلك، أعتقد أن الأمر خطير جدا, ولا يدركه إلا من عايش التربية في ميدانها عن قرب، وامتلك حسا أمنيا من أجل وحدة الوطن وتماسكه, ما دعاني لذلك هو ما نسمعه من أصوات يتردد صداها المزعج في سماء الفضائيات تنحر الوطن من أجل ميول ورغبات خاصة، وكأنها هي من يملك الصدق والشفافية والوضوح، يقودهم لذلك عنترية طفولية, فعجبا كل العجب لتلك الأصوات وما يغذيها من فكر, الأمر جد خطير، فليت قومي يعلمون!
ــــ أكتب هذه المقالة قبل أن تقام مباراة المنتخب السعودي مع الإمارات, فإن كان التأهل إلى نهائي ''خليجي 20'' قد تحقق وهو ما نتمناه فقد كسبنا الحسنيين بهذا التأهل بعد أن كسبنا وجوها شابة، قدمت لنا فنون الكرة بشكل راق، أمثال إبراهيم غالب، وعبد العزيز الدوسري، ومن خلفهم الحارس عساف القرني، الذي أعاد اكتشاف نفسه من جديد وقدمها كأمين حراسة المرمى السعودية القادم، فتجب المحافظة عليهم وإعطاؤهم الفرصة كاملة.
خاتمة:
النجاح يأتي خطوة بخطوة، غير أن الخطوة الأولى لتحقيق النجاح هي الاستيقاظ من الأحلام.