حتى في الموت!
الأسبوع الماضي، اكتشف عدد من الذين شاركوا في تشييع جنازة في أحد المساجد، أن محافظهم تعرضت للسرقة فيما هم منشغلون بحمل النعش من المسجد إلى المقبرة. ويبدو أن هناك أيادي غير نظيفة تعودت حتى على استغلال الموت للسرقة.
وهناك جانب آخر لاستغلال الكوارث، يتمثل في ضحايا حوادث السيارات في الطرقات، إذ إن هناك من يتسلل إلى مكان الحادث بحجة المساعدة، وسرعان ما يدس يده في جيب الضحية ليخطف المحفظة وأغراضا أخرى مثل الساعة والهاتف.
سياق هذه القصص، لا يقتصر عند هذا الحد، بل إنه يمتد إلى المشاعر المقدسة، ويشهد بيت الله الحرام والمسجد النبوي وبقية المشاعر في مواسم الحج والعمرة توافد عصابات تتحين مثل هذه المناسبات من أجل الإثراء عن طريق سرقة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من الداخل والخارج.
سلوك هؤلاء اللصوص لا يعكس سوى تبلد في الحس، إذ لا يبدو أن ثمة هيبة لديهم لا لدور العبادة ولا لحالات الموت. إن إنسانا لا يردعه الموت ولا قداسة المكان عن ممارسة مثل هذه الأمور، لا يمكن أن يتمتع بالحد الأدنى من سلامة العقل وشفافية الروح.
إن تأمل جرأة هؤلاء، لا يوازيها إلا جرأة اللص على الاستمرار في السرقة، غير عابئ بفضيحة بين الناس لا تقتصر عليه لوحده، بل تطال أسرته.