بيئة الإشاعات
إذا هيمنت الإشاعات على مجتمع، تتحول إلى آفة فتاكة، تتسبب في الإحباط والضبابية والغموض. ولهذا، فإن المجتمعات الحيوية، تواجه هذا الداء بمزيد من الإفصاح والشفافية، التي تمثل العلاج الناجع والدواء الفاعل.
كثيرون يتحولون دون أن يشعروا، إلى وكلاء لترويج وتسويق الإشاعات، ثم إذا عادت الإشاعة إليهم يبدأون الإيمان بها، رغم أنهم كانوا من المساهمين في ترويجها.
سلوك الإشاعة، وتغلغل ممارستها لدى أناس يتمتعون بقدر كبير من الوعي، يؤكد أنه لا أحد في منأى من التورط في حبائل الإشاعات، ما لم يستحضر دوما وعيه بأهمية أن يكون حصنا ضد اختراق الإشاعة له وللمجتمع.
ودائما تسهم في تأجيج الإشاعات مجموعات خارجية موتورة يسوؤها استقرار المجتمع. وهناك جيوش ممن يستخدمون الفكر وسيلة للاسترزاق، يصبون غثاءهم عبر الإنترنت وغيرها من وسائل التعبير المباشر، من أجل إعادة صياغة وعي الناس تجاه أمور ليس لها سند في الواقع. هنا يصبح الفكاك من الإشاعة مسألة حتمية ترقى إلى الواجب، ليس لسبب شخصي بحت، بل من أجل تسوير كيان الأسرة والمجتمع والوطن من أن يتطاول عليه خفافيش الظلام. إن المجتمعات غير البعيدة عنا، فقدت جزءا كبيرا من أمانها، عندما أصبحت الإشاعات تسيرها ذات اليمين وذات الشمال.