رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ضياع دورة الخليج

نجحت دورة الخليج في تحقيق الهدف المرجو من إنشائها, فأصبحت محفلاً رياضياً يجمع الشباب الخليجي طوال فترة أحداثها, فازدادت الروابط متانةً، وأضحى الجميع يترقب الموعد الجديد لها في شغف وحماس كبيرين, في ظل تنافس قوي جداً بين المنتخبات المشاركة للفوز بالبطولة التي أصبحت مطلبا رسمياً وشعبياً, فكانت أجواؤها حافلةً بالإثارة والندية التي تجاوزتها في بعض الأحيان إلى ما يشبه الصدام الرجولي, وتبعتها التصريحات النارية كطريقة للكسب خارج الملعب.
هذه الأجواء التنافسية رسمت الطريق لمنتحبات الخليج نحو السعي الحثيث لتطوير كرة القدم في كل قطر خليجي سعياً للحصول على كأس البطولة, فتم استقطاب الكفاءات التدريبية العالية, وكذلك أنشئت الملاعب الضخمة من أجل استضافتها بصورة أجمل وأكمل مما سبق , فتطورت كرة القدم الخليجية وأنجبت ملاعبها النجوم الكبار الذين رسموا الفرحة على شفاه جماهيرهم, ومن ثم انطلقت الكرة الخليجية، كي تتوج هذا التفوق بالانتصارات, خارج نطاق الإقليم، لتحقق الألقاب القارية والتأهل للأولمبياد, ثم تنطلق لتصل إلى المحفل العالمي, كأس العالم في إشارة إيجابية لمتانة البناء, وروعة الفكرة, وجودة الثمار, فأصبحت الفرق الخليجية بمستوى متقارب, وعلى قدر من التأهيل الجيد. وجاء دخول اليمن كي يكمل المنظومة, ومن المتوقع أن تلحق بالركب وتتسبب في بناء أفضل للرياضة اليمنية من جراء دخولها أجواء هذه المسابقة.
ولكن هذه المسابقة والمنتدى الرياضي الجميل مهدد بالضياع, فالكثير أخذ يردد أن هذه المسابقة فقدت بريقها وفقدت روعتها السابقة, وتعدى البعض بالمطالبة بعدم المشاركة فيها, بحجة أنها تسبب إرباكا لجدولة المسابقات المحلية, ولم يبحثوا عن الحلول لهذه المشكلة والمناداة بتجميل البناء وإصلاح العطب متى وجد كي يستمر جميلاً برائحة الأخوة الزكية التي تشعر الجميع بالدفء في ظل رابط يجمع الأشقاء ولا يفرقهم, فلماذا لا توضع الحلول المناسبة لمشكلة موعد المسابقة, وإرجاع الزخم السابق الذي غرس اللبنة الأولى للرياضة لدينا؟ أم أن هناك من يرى أنها فترة وتجاوزها الزمن إلى غيرها؟
ولعل السبب الأكبر الذي فتح الباب أمام هذا التيار أن البطولة ما زالت تصنف بأنها ودية، ولم تأخذ الصفة الرسمية لدى الاتحاد الدولي "فيفا", فلماذا لا تتضافر الجهود وتوجه نحو السعي للاعتراف بها فتلبس ثوباً جديداً من الهيبة والجمال يعيد لها ما فقدته منه بعد أن تأخذ الصفة الرسمية.
فهل يتم اتخاذ هذه الخطوة، كي لا تضيع الجهود السابقة, فتصبح دورة الخليج تاريخنا جميلاً عاش فترة قبل أن يتلاشى طالما تعالت هذه الأصوات، واستمرت النظرة الدونية لها التي أصبح لها كثير من المرددين والمؤيدين.
- نجح بيسيرو في الاختبار الأول والأسهل له في دورة الخليج فانبرى البعض مؤيداً له, فماذا سيحدث عند الخسارة لو حدثت وخسر المنتخب السباق نحو الوصول لكأس البطولة؟ المنهجية والخطط طويلة المدى المبنية على الأسس السليمة مطلب ضروري وملح جدا, وبطولة الخليج أفضل محك للمنتخب بالوجوه الشابة التي دعمت ببعض اللاعبين ذوي الخبرة, وأحسن الاختيار والإعداد, فيتم التعامل مع هذه المشاركة من هذا المنظور.

خاتمة:
العاقل يجاهد في طلب الحكمة، والجاهل يظن أنه وجدها، وعين الحكمة أن يحفظ الإنسان نفسه ويعزها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي