كيف يمكن لعلم الاقتصاد السلوكي أن يحسن أداء الشركات

كيف يمكن لعلم الاقتصاد السلوكي  أن يحسن أداء الشركات

ولكن في النهاية يعود الناس إلى ممارسة أعمالهم كالمعتاد، فبالنسبة لهم علم الاقتصاد السلوكي مجرد مجال طريف يمكنهم القراءة عنه أما استخدامه وتطبيق قواعده على أرض الواقع فأمر بعيد الاحتمال.
يهدف عالم الاقتصاد ومؤلف هذا الكتاب كاي يوت تشين ليغير هذا الاعتقاد. بدأ تدشين إجراء أبحاث الاقتصاد السلوكي في إحدى الشركات الكبرى للمنتجات الإلكترونية في الولايات المتحدة وقام بتأسيس أول «معمل للمال» فيها.
وقد أدت أبحاثه الرائدة في سلوك الإنسان إلى نتائج ملموسة للشركة. ففي الواقع نجح تشين في توفير الملايين من الدولارات للشركة بتوضيحه كيفية تغيير الظروف المناسبة لدفع الناس للتصرف بطريقة معينة، يقدم الكتاب دروسا عملية للقراء تتضمن على سبيل المثال أفضل الطرق لتحقيق الأهداف التالية:
ــ استخدام الحوافز للتأثير في الموظفين والموردين والمشترين.
ــ تحديد من منهم يستحق الثقة وإلى أي مدى.
ــ الحد من الآثار السلبية للسلوك غير العقلاني عن طريق ملاحظة الأنماط التي لا تبدو منطقية إلا أنها منطقية تماما.
ــ التغلب على ميل الإنسان إلى التلاعب بالنظام.
ــ الربح من الدوافع وراء الربح.
يوضح الكتاب كيف يمكن ترجمة النتائج غير المتوقعة لعلم الاقتصاد السلوكي إلى خطوات عملية ملموسة للشركات من أي حجم، كما يوضح كيف أن معالجة أي مشكلات على أرض الواقع بالمنهج العلمي يمكن أن يفتح آفاقا جديدة تماما من الإمكانات والأرباح.
يتناول الكتاب عددا من النتائج الكلاسيكية في الاقتصاد السلوكي، ويتضمن فصلا خاصا عن الحقائق المعروفة التي غالبا ما ننساها عن الطبيعة البشرية، ومنها مثلا: أن الإنسان يميل إلى ألا يربح الآخرون كثيرا حتى إن انطوى هذا على عدم ربح المرء نفسه أكثر ويورد الكتاب في هذه النقطة بحثا نشر عام 1998، وتضمن استبيانا يختار فيه المشارك بين خيارين:
1. أن يربح 50 ألف دولار ويربح الآخر 100 ألف دولار.
2. أن يربح 100 ألف دولار ويربح الآخر 250 ألف دولار.
كانت المفاجأة هي أن معظم المشاركين اختاروا الخيار الأول، ما يظهر عنصر الأنانية في الخيارات الاقتصادية للناس، حيث إنهم لا يريدون أن يربح الآخرون أكثر منهم. الجديد أن هذا الكتاب يوضح بطريقة عملية كيف يمكن تطبيق نتائج مثل هذه الأبحاث والاستفادة الفعلية منها في تحقيق الأرباح.

الأكثر قراءة