أساطير الطاقة الخضراء والوقود الحقيقي في المستقبل

أساطير الطاقة الخضراء والوقود الحقيقي في المستقبل

لا يدرك أنصار الطاقة الخضراء عموما كم تستهلك الدولة من طاقة وكيف أن البدائل المطروحة للطاقة ليست عملية من منظور تجاري مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. إن التوقف عن استخدام الوقود الحفري وإيجاد بديل له سيستغرق القرن الـ 21 كله تقريبا وسيتطلب كميات هائلة من الاستثمارات الجديدة التي ستكون الغاز الطبيعي على المدى القصير والطاقة النووية على المدى البعيد. وكلا المصدرين يمكنهما أن يقدما الطاقة اللازمة دون ما يصدره النفط والفحم من انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون.
إن الطاقة الكهربائية هي عماد المجتمع الحديث، إلا أن 90 في المائة من الطاقة تأتي الآن من النفط والغاز لأنهما رخيصان ومتوافران وفعالان. منذ أحداث 11 أيلول (سبتمبر) برز توافق متزايد من أن العالم في حاجة إلى التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري واستبداله بمصادر متجددة للطاقة.
أحد أسباب هذا التحول هو الخوف من التغير المناخي الذي على الرغم من أنه حقيقة واقعة إلا أن الولايات المتحدة لن تستطيع إيقاف نمو استخدام النفط والغاز في باقي أنحاء العالم. فمع ازدهار النظم الاقتصادية النامية مثل الهند والصين، تحتاج هذه الدول إلى المزيد من الوقود الأحفوري. والابتعاد عن مثل هذه الموارد القوية لن يكون بالأمر السهل أو السريع – وهذا سبب آخر يجعل نظام استهلاك الطاقة العالمي يبقى على حاله في المستقبل القريب.
ومع ذلك، لا يمكن أن نقول هذا لأنصار الطاقة الخضراء الذين يلعبون على الإحساس بالذنب لدى المواطن العادي ليتمكنوا من دفع الطاقة البديلة على قائمة الأولويات السياسية والاقتصادية. يرى مؤلف الكتاب أن نجاح أنصار الطاقة البديلة في استقطاب الناس يرجع إلى أن معظم الأمريكيين لا يعرفون الحقائق العلمية أو الرياضية الأساسية فيما يتعلق بالطاقة والكهرباء. تتضمن الأساطير ذات العلاقة بالطاقة التي يذكرها الكتاب ما يلي:
ـ طاقة الرياح والطاقة الشمسية هي الطاقة الخضراء: كل هذه المصادر تتطلب مساحات شاسعة من الأراضي أكثر بكثير مما تحتاج إليه الطاقة النووية لإنتاج كمية الطاقة نفسها. أما توربينات الرياح فتنتج مستوى منخفض من الضوضاء يجدها كثير من الناس مزعجة.
ـ استخدام طاقة الرياح يقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون: نظرا لتقلب حال الرياح ونادرا ما توفر مزارع الرياح طاقة كافية لتوفير احتياجات الطاقة في وقت الذروة ويكون على الشركات عندها استخدام المصادر التقليدية مثل الفحم والغاز لسد هذه الاحتياجات.
ـ تعد الدنمارك نموذجا يجب أن تحتذي به الولايات المتحدة: تتصدر الدنمارك دول العالم في مجال طاقة الرياح إلا أن التوربينات المولدة للطاقة لديها لا تزال تحتاج إلى النفط والفحم.

الأكثر قراءة