الاقتصاد القادم ومستقبل أمريكا
مؤلف الكتاب هو وزير العمل في عهد بيل كلينتون والمستشار الاقتصادي السابق للرئيس أوباما. يؤكد رايش أن المشكلة الحقيقية تكمن في التركيز المتزايد على الدخل والثروة قي قمة المجتمع، وكذلك في الطبقة المتوسطة التي اضطرت إلى الاستدانة للحفاظ على ما تراه مستوى معيشيا لائقا.
بتعقل ومنطق يكشف الكتاب مدى هشاشة وضع الاقتصاد الأمريكي هذه المرة، مشيرا إلى أن آخر مرة كانت فيها الثروة عالية التركيز في قمة المجتمع – عندما كانت أعلى 1 في المائة من السكان بالفعل يمتلكون 23 في المائة من الدخل في البلاد - كان هذا في عام 1928، أي قبل الكساد الكبير. يؤدي مثل هذا التفاوت إلى ازدهار اقتصادي كبير يعقبه انهيار أكبر.
يقدم الكتاب توقعات مدروسة ومفصلة للمسار الذي يتخذه الاقتصاد الأمريكي في المستقبل ليكشف عن الحقائق الأساسية حول الاقتصاد الذي يشكل السياسة الأمريكية ويشكل مستقبل الولايات المتحدة.
يشير الكتاب إلى أن الطبقة الوسطى صارت تفتقر إلى ما يكفي من القوة الشرائية لشراء ما يمكن للاقتصاد أن ينتجه وأنها تطبق آليات للتأقلم لها تأثير سلبي في نوعية حياتهم. من ناحية أخرى، يستخدم الأغنياء ثرواتهم المتزايدة في المضاربة مما يؤدي إلى سياسات غاضبة، حيث يستنتج الأمريكيون أن اللعبة صارت هي إعطاء الكثير لصالح فئة ضئيلة.
إذا لم يتم إيقاف هذا الاتجاه وعكسه فسيتكرر الكساد العظيم. يقدم الكتاب تقييما لما يجب القيام به من أجل عكس هذا المسار وضمان الازدهار على نطاق واسع بضمان حسن توزيع الرخاء على مختلف فئات الشعب لتحقيق هذا التحول الضروري الذي طال انتظاره. يعد الكتاب دليلا إرشاديا عمليا وإنسانيا لاستعادة قوة الاقتصاد الأمريكي وإعادة بناء المجتمع.
يؤكد الكتاب أيضا أن حزمة التحفيز الاقتصادي التي أطلقها الرئيس أوباما لن تؤدي إلى انتعاش حقيقي في الاقتصاد لأنها لن تعالج آثار 40 عاما من الزيادة المفرطة للتفاوت في الدخل. ويشير إلى جنون المضاربات في فترة العشرينيات والثلاثينيات ويقارنها بما يحدث في الوقت الحاضر. مشيرا إلى أن بعض خبراء الاقتصاد في الولايات المتحدة أكدوا أن التفاوت في الثروة يؤدي إلى الضغوط التي تقود في النهاية إلى الكساد الاقتصادي.
على النقيض من ذلك، فقد أدى تقاسم المكاسب الاقتصادية للتوسع الاقتصادي مع الطبقة الوسطى إلى رخاء لم يسبق له مثيل في عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت أغلبية العمال يكسبون ما يكفي لشراء ما ينتجونه.