استراتيجية جديدة لسد الفجوة الغذائية وتقليص استيراد الدول العربية

استراتيجية جديدة لسد الفجوة الغذائية وتقليص استيراد الدول العربية

أعلن رفيق صالح مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة التابع لجامعة الدول العربية "اكساد"، أن استراتيجية المركز الجديدة تستهدف تحقيق التكامل الزراعي العربي. وقال إن الاستراتيجية الجديدة وحتى عام 2019 ترمي إلى تشجيع الاستثمار وإقامة مشاريع زراعية عربية مشتركة بهدف سد الفجوة الغذائية العربية وتقليص فاتورة استيراد الدول للمواد الغذائية.
وأضاف صالح أن مركز اكساد الذي يتخذ من دمشق مقرا له سعى منذ بدء عمله عام 1971 إلى إجراء الأبحاث والدراسات التطبيقية في مجالات استنباط الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية المقاومة للجفاف والإدارة المتكاملة للموارد المائية والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي ومكافحة التصحر وتقييم وتنمية الموارد الطبيعية في المناطق الجافة العربية وتطوير خبرات ومعارف القوى البشرية العاملة في هذه المناطق. وتابع: إن "اكساد" يمتلك بنية تحتية بحثية قوية تتمثل في فريق متميز من الخبراء والباحثين من الدول العربية والفنيين يعملون وفق استراتيجية طموحة يجري تنفيذها بالاعتماد على عشر محطات بحثية متكاملة ومخابر متخصصة في مجالات نقل أجنة وتلقيح اصطناعي وتقانات حيوية وتحليل تربة وآلات وتجهيزات متفوقة إلى جانب عديد من مزارع التجارب التأكيدية والمشاريع التنموية التي تنتشر في مختلف الدول العربية. كما سعى المركز إلى إنشاء شبكة متينة من علاقات العمل البحثي المشترك مع المؤسسات البحثية الزراعية والإرشادية العربية والعالمية، ويعمل جاهزا على تعزيزها من خلال عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية واللقاءات العلمية التخصصية. وتمتد هذه الشبكة إلى التنسيق المتكامل مع منظمات العمل العربي المشترك الأخرى ومع مؤسسات التمويل العربية والدولية.
وحول استراتيجية المركز للسنوات المقبلة، قال المسؤول العربي إنه انطلاقا من قناعة المركز بأن هناك عديدا من المستجدات والمتغيرات الوطنية والعربية والدولية التي تتطلب ضرورة العمل والتحرك فقد تم إعداد استراتيجية جديدة لـ "اكساد" نتيجة طبيعية للتغير السريع والواسع المدى العميق الأثر والشامل في الأبعاد في مجالات الثورة العلمية والتقانات المعاصرة وطبيعة المشاكل البيئية والتصحر والتنوع البيولوجي والتغيرات المناخية والأمان الحيوي والهندسة الوراثية وتحرير التجارة والتنافسية الدولية واستخدام المنتجات الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي.
وأضاف أن هذه المستجدات وما قد يكون لها من آثار سلبية في فاتورة استيراد المواد الغذائية في الدول العربية خاصة في ظل الفجوة الغذائية العربية وندرة المياه يمكن التصدي لها وذلك من خلال التكامل الزراعي العربي وتشجيع الاستثمار الزراعي والاستفادة من المزايا النسبية والتنافسية في الزراعة في الدول العربية وتحرير التجارة فيما بينها بما يتيح التخصيص والاستخدام الأمثل للموارد الزراعية العربية وتحقيق نسبة أعلى من الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي من الغذاء. وأضاف صالح أن التوجهات الاستراتيجية تغطي مجالات الموارد المائية وترشيد استعمالاتها وتنميتها والحفاظ عليها والتوعية بأهميتها وتعظيم العائد منها والموارد الأرضية وحمايتها من التصحر وتحسين قدرتها الإنتاجية والموارد النباتية واستنباط أصناف جديدة من المحاصيل الحقلية، خاصة الحبوب والأشجار المثمرة ونباتات المراعي ذات تراكيب وراثية محسنة ومتحملة للجفاف وحفظ الأصول والموارد الوراثية والموارد الحيوانية والتحسين الوراثي لسلالات الماعز والأغنام والأبقار والإبل. كما تغطي استراتيجية مركز اكساد مجالات التقانات والبحوث الزراعية والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي ومعالجة الآثار المحتملة للتغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الاستراتيجية ركزت على أن مقومات تنفيذها تعتمد على تدعيم القدرة التنفيذية للمركز العربي وتطوير علاقاته مع جهات التمويل والتوسع في عمليات نقل الخبرة وتعزيز قدرة المركز للقيام بدوره كبيت خبرة وتفعيل دور المرأة ومشاركتها في عملية التنمية الزراعية واتخاذ القرار والبحث العلمي والتأهيل وتطوير الأداء المالي وترشيد الإنفاق وتخصيص الجزء الأكبر من موازناته للإنفاق على البرامج والمشاريع والإقلال من الإنفاق على النواحي الإدارية.
ولقد أعطت الاستراتيجية الأولوية في التنفيذ لتلك البرامج والمشاريع والأنشطة التي تحظى باهتمام وأولويات الدول العربية والخطط التنموية فيها، وبشكل خاص في مجال صيانة وحماية الموارد الزراعية الطبيعية من الاستنزاف والتلوث والإدارة الرشيدة لها وإيجاد التقانات المناسبة لتنمية وتطوير تلك الموارد وحمايتها وإعادة تأهيل المتدهور منها ونشر تلك التقانات على أوسع نطاق ممكن في الدول العربية. ولفت إلى أن عودة بعض الدول العربية وبخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي للانضمام إلى عضوية المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أعطت المركز دفعا جديدا للقيام بمهامه على أكمل وجه.

الأكثر قراءة