من الطبيعي.. مشاهدات نعيشها (3)

الكتابة في الشأن الاقتصادي، والأكاديمي من متطلبات العصر الحالي الذي تعيشه المملكة. ويرافقها لزوما الحديث عن بعض الممارسات والظواهر الاجتماعية التي يغرق فيها مجتمعنا وتكون ذات تأثير سلبي في دفع عجلة التنمية التي نعيشها، وجميعنا مسؤولون عن كشف هذه الممارسات الخاطئة وانتقادها بالأسلوب الذي يسهم في معالجة هذه التصرفات، حتى نسير بمجتمعنا ومحيطنا لمصاف الدول المتقدمة. وعليه فكما وعدت سابقا فإن سلسلة من الطبيعي ستستمر ما بقيت هذه الممارسات الخاطئة.
من الطبيعي أن يقتني الموظف التقنية التي يريدها، ومنها أجهزة البلاك بيري، ولكن من غير الطبيعي أن يقوم موظف الحجز في قطاع خدمي، بتقديم جهاز البلاك بيري على خدمات العملاء، وأن ينشغل به وبالرد على رسائله ويتفاعل معها بالابتسامات العريضة، ثم يطل في وجه العميل عبوسا قمطريرا.
من الطبيعي أن تشهد العاصمة الرياض، قدرا كبيرا من الازدحام وخصوصا وسط الرياض، في ظل الكثافة السكانية العالية، والتوجه الاقتصادي لجعل كل أو أغلب المشاريع الحيوية أو المدن الصناعية والاقتصادية تنبعث من وسط أو محيط مدينة الرياض.
من الطبيعي عند الإعلان عن إقامة معرض للفرنشايز Franchise أن تتوقع حضور عدد من العارضين للفرص التجارية الأجنبية وقد جلبت إلى الوطن، حتى يطّلع عليها أصحاب رؤوس الأموال من كبار وصغار التجار. أو بالعكس أن ترى عددا من الفرص المحلية وقد دعي لها العديد من المستثمرين الأجانب للحصول على امتيازات من المنتجين المحليين، وهذا ما لم يحصل مع المعرض الأخير الذي أقيم في مدينة الرياض، فلم أر منتجات معروضة لوكالات أجنبية من الخارج تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وكذلك الحال للمنتجات المحلية، فهل المهم أن نقيم معرضا أو أن نحقق النجاح من إقامة المعرض.
من الطبيعي أن يكون المسؤول هو الحارس الأمين على المال العام، ويتبعه المواطن فهو أيضا مستأمن على أموال الدولة لأنها ستفضي لخلق مصالح له ولمجتمعه، ولكن من غير الطبيعي الثقافة التي يتبناها بعض المسؤولين عن أن المال العام ملك خاص لهم يتصرفون به كيفما شاءوا، والتعامل مع المواطن على أنه هو الخطر الأكبر على هذه الثروة.
من الطبيعي أن يكون البحث العلمي هو العجلة التي تحرك الاقتصاد وكل مناحي الحياة، ولكن من غير الطبيعي أن ننظر جميعا للبحث العلمي والباحث خصوصا، على أنه متطفل ويريد أن يرتقي على أكتافنا، فلو بذلنا شيئا من خبراتنا لهذا الباحث لأسهم بشكل كبير في تحسين واقعنا.
من الطبيعي أن يأتي موسم الحج وأن يحرص المواطنون على أداء الفريضة، وأن يحرصوا على سنة الأضاحي، ولكن من غير الطبيعي أن تكون أسعار حملات الحج والأضاحي في ازدياد بنسب مرتفعة، لأن هذا ليس تجارة بل متاجرة بالمواسم، وفيه مشقة عظيمة على المواطنين.
ختاما، كل عام وأنتم بخير والأمة الإسلامية بخير، وأسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية، وأن ينعم على حجاج بيته الحرام بالقبول والعود الحميد.