رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التنمية السعودية على الطريق الصحيح

''من الواضح أن التحسينات في حياة الفقراء كانت بطيئة بشكل غير مقبول، وتتآكل بعض المكاسب التي تحققت بشق الأنفاس بسبب الأزمات المناخية، والغذائية، والاقتصادية''. افتتح بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بهذه الكلمات مقدمة تقرير الأهداف الإنمائية لعام 2010 الصادر في نهاية حزيران (يونيه) الماضي. حملت هذه الكلمات في طياتها تقييم لواقع تحقيق العالم لأهدافه الإنمائية للألفية.
وعلى الرغم من أهمية التعرف على إنجازات العالم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، إلا أن هذا المقال يركز على التعرف على ما أنجز في العملية التنموية السعودية من مهام تهدف في نهاية المطاف إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
ولكن من الأهمية بمكان مدارسة هذه الأهداف والتعرف على أبعادها قبيل الخوض في إنجازات العملية التنموية السعودية نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. يعود تاريخ الأهداف الإنمائية للألفية إلى مطلع العقد الحالي، عندما أعلنت الأمم المتحدة مجموعة من الأهداف المراد تحقيقها من قبل جميع الدول الأعضاء في المنظمة بحلول عام 2015. أطلق على هذه الأهداف اسم ''الأهداف الإنمائية للألفية''.
أسندت مهمة مراقبة ورصد التنفيذ إلى هيئة مستحدثة سميت هيئة رصد الأهداف الإنمائية للألفية. دأبت هيئة الرصد على إصدار إحصاءات ومؤشرات دورية حول جهود الدول الأعضاء في تحقيق ''الأهداف الإنمائية للألفية'' بحلول عام 2015.
ضمت ''الأهداف الإنمائية للألفية'' ثمانية أهداف إنمائية رئيسة، و21 هدفا إنمائيا ثانويا، وقرابة 60 مؤشرا معياريا لقياس مدى التقدم أو التراجع في تحقيق هذه الأهداف الإنمائية. الهدف الرئيس الأول ''القضاء على الفقر المدقع والجوع''. أدرجت ثلاثة أهداف ثانوية تحت هذا الهدف. الأول خفض نسبة السكان الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار أمريكي واحد للفرد إلى النصف. والثاني التوفير الكامل لفرص العمل اللائقة والمنتجة لجميع السكان. والثالث خفض نسبة السكان الذين يعانون الجوع إلى النصف.
والهدف الرئيس الثاني ''تعميم التعليم الابتدائي''. ويقصد بهذا الهدف ضمان قدرة الأطفال على إتمام التعليم الابتدائي. وضع لهذا الهدف ثلاثة معايير قياسية. الأول معدل تسجيل الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي. والثاني معدل الأطفال الذين أتموا السنة الدراسية الأخيرة من مرحلة التعليم الابتدائي. والثالث معدل الإلمام بالقراءة والكتابة للشباب بين سن 15 و24 عاما.
والهدف الرئيس الثالث ''تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من أسباب القوة''. ويقصد بهذا الهدف إزالة التفاوت بين الجنسين في جميع مراحل التعليم. وضع لهذا الهدف ثلاثة معايير قياسية. الأول نسبة تسجيل النساء إلى الرجال في مدارس التعليم العام والجامعي. والثاني الفرق بين معدل أجر عمل النساء إلى أجر الرجال. والثالث نسبة النساء في القوى العاملة.
والهدف الرئيس الرابع ''تخفيض معدل وفيات الأطفال''. ويقصد بهذا الهدف تخفيض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من خلال توفير التغذية المناسبة والرعاية الصحية والعلاج الطبي الأساسي. وضع لهذا الهدف معياران قياسيان. الأول نسبة الوفيات دون سن الخامسة. والثاني نسبة التحصينات ضد الأمراض الوبائية.
والهدف الرئيس الخامس ''تحسين صحة الأمهات''. ويندرج هدفان ثانويان تحت هذا الهدف. الأول تخفيض معدل وفيات الأمهات بنسبة ثلاثة أرباع. والثاني توفير الرعاية الصحية اللازمة أثناء الحمل والولادة لجميع الأمهات، ووضع لهذا الهدف أربعة معايير قياسية. الأول معدل وفيات الأمهات أثناء فترة النفاس بسبب مضاعفات متعلقة بالحمل. والمعيار الثاني نسبة الأمهات الحاصلين على الرعاية الصحية اللازمة أثناء الحمل والولادة. والمعيار الثالث معدل انتشار وسائل منع الحمل بين النساء المتزوجات من سن 15 إلى 49 عاما. والرابع معدل الخصوبة لدى النساء من سن 15 إلى 49 عاما.
والهدف الرئيس السادس ''مكافحة فيروس ومرض الإيدز والملاريا والأمراض الرئيسة الأخرى''. اندرجت ثلاثة أهداف ثانوية تحت هذا الهدف. الأول وقف انتشار فيروس ومرض الإيدز. والثاني توفير علاج فيروس ومرض الإيدز لكل من يحتاج إليه. والثالث وقف انتشار الملاريا وغيرها من الأمراض الرئيسة، وضع لهذا الهدف معياران قياسيان. الأول معدل الإصابة وانتشار مرض السل بين السكان. والثاني معدل انتشار فيروس الإيدز بين السكان من سن 15 إلى 49 عاما.
والهدف الرئيس السابع ''كفالة الاستدامة البيئية''. وضع لهذا الهدف أربعة معايير قياسية. الأول معدل السكان الحاصلين على مياه صالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي الأساسية. والثاني معدل نمو أراضي الغابات إلى إجمالي الأراضي. والثالث صافي الدخل القومي الموجه نحو المحافظة على البيئة. والرابع نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
والهدف الرئيس الثامن ''إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية''. وضع لهذا الهدف ثلاثة معايير قياسية، الأول معدل صافي إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية إلى إجمالي الدخل القومي للدول الغنية. والثاني المؤشر العام لقيود الواردات إلى قيود الصادرات. والثالث مؤشر تحمل أعباء الدين العام في الموازنة العامة للدول الفقيرة.
تولي ''الأهداف الإنمائية للألفية'' جانب التعميم الشمولي اهتماما أكبر من جانب التخصيص الموضوعي لكل دولة على حدة. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن مدارسة طبيعة هذه الأهداف ومعاييرها القياسية، ومن ثم مشاهدتها من واقع العملية التنموية السعودية فيه من الفوائد؛ ما قد يساعد على زيادة التعرف على تحديات العملية التنموية السعودية وجدوى آليات مواجهتها.
احتوى تقرير هيئة رصد الأهداف الإنمائية للألفية عن واقع العملية التنموية السعودية مجموعة من الإحصاءات لبعض الأهداف التنموية. حيث أوضح التقرير تحسنا ملموسا في الأهداف ذات الأبعاد الاقتصادية، والتعليمية. وضمت الأهداف ذات الأبعاد الصحية معلومات غير شاملة لجميع المعايير القياسية المعتمدة؛ مما جعل من عرضها أمرا قد يكون غير مقبول من الناحية المنطقية. وعلى الرغم من ذلك إلا أننا أمام حقيقة من الأهمية بمكان التوكيد عليها وشحذ الهمم نحو تذليل تحدياتها. فالمرض والجهل والفقر ثلاثة تحديات جسام أثبتت عبر مر التاريخ على أنها متى ما اجتمعت شكلت ثالوثا صلبا كفيلا بمقاومة أي عملية إنمائية طموحة ناهيك عن إنهائها. ثالوث ذو أبعاد ثلاثة: صحي (المرض)، وتعليمي (الجهل)، واقتصادي (الفقر). والعمليات الإنمائية الناجحة هي فقط التي تولي خططها وآليات تنفيذها ثقلا متوازيا بين هذه التحديات الثلاثة وأبعادها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي