رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«أرامكو» والشركات .. والمسؤولية تجاه ثقافة «التدوير»

يفتقد مجتمعنا اليوم ثقافة مهمة وضرورية جدا، حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف منذ 1400عام، وتتضمن الاستفادة من الأشياء التي نستهلكها قدر الإمكان، من خلال عدم الإسراف أو التبذير، ومن منطلق السلامة العامة والمواطنة والحفاظ على البيئة، حيث نجد هذه الثقافة اليوم في العديد من دول العالم التي استشعرت أهمية هذه الثقافة وعملت على دعمها، تحت اسم "إعادة التدوير".
وفي هذا السياق لفت نظري في وقت سابق، استشعار شركة أرامكو السعودية لهذا الجانب، من خلال إعلانها في اليوم الوطني في عدد من الصحف المحلية، وفكرة إمكانية استخدام علم المملكة الموجود في الإعلان مرة أخرى، كذلك مشاركتها مع إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية في دعم ورعاية برنامج توعوي للطلاب يختص بإعادة تدوير الورق، ومن هذا المنطلق نأمل أن تستمر شركة أرامكو على هذا النهج ، وأن تستشعر المسؤولية بقية الشركات الأخرى على مختلف مجالاتها، إذ تشمل عملية إعادة التدوير، العديد من المنتجات الاستهلاكية، التي منها: الورق، البلاستيك، الزجاج، الألومونيوم، الأجهزة، المعدات، وغيرها من المخلفات أو المنتجات.
وانطلاقا من هذه الرؤيا بات علينا في الوقت الحاضر، أن نلحق بالركب من حيث انتهوا، ووجب عليها التركيز على هذه الثقافة على جميع المجالات، سواء الاجتماعية، التعليمية، التجارية، الصناعية، والحكومية، وتحويلها إلى سلوك، قبل أن نبادر إلى تحويلها إلى صناعة، تحقق استدامة الموارد، من خلال استرجاع أكبر قدر من المخلفات أو المواد الاستهلاكية.
إن التطور والنشاط التجاري والصناعي والاقتصادي والاجتماعي، يترافق معه دائما تأثير سلبي في البيئة، تتسبب فيه مخلفات هذا التطور. وهنا تكمن أهمية "إعادة التدوير" في المحافظ على البيئة، من خلال استغلال مخلفات المواد الاستهلاكية أو الصناعية أوغيرها من المجالات الأخرى،عن طريق تحويل سلعة معدومة القيمة إلى سلعة ذات فائدة، لتمثل بذلك قيمة مضافة حقيقية للناتج القومي.. فمثلا 1.2 طن من مخلفات الكرتون، ينتج طن كرتون، حيث يعتبر جمع وفرز الأوراق والكرتون من أكثر الأعمال الناجحة، نظرا لكثرة احتياج السوق إليه، واستهلاكه بكميات كبيرة.
إن عملية إعادة التدوير، تمثل نوعا من الفرص الاستثمارية قليلة التكلفة وعالية الربح، وبالتالي يسهل دخول فئات اجتماعية، لا تستطيع الاستثمار في مجالات تحتاج إلى إمكانات مالية كبيرة، كما أن السلع الناتجة من إعادة التدوير، حتى لو كانت أقل جودة، فإنها تتناسب مع شريحة من المستهلكين، ممن تعجز ظروفهم الاقتصادية عن شراء سلع أصلية وجديدة أغلى ثمنا.
فلابد علينا جميعا في مختلف الجهات، وعلى رأسها مدينة الملك عبد الله للطاقة المتجددة، أن ندعم التوجه إلى هذا المجال المهم اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا، ونروج له، فهو من المجالات التي ستخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وتحمي الثروات الطبيعية للبلاد، وتقلص النفايات على مختلف أنواعها، فمن المهم والضروري تكاتف القطاعين العام والخاص، لإيجاد آليات وطرق لدعم إعادة التدوير، بدءا من التعليم الابتدائي، ووصولا إلى خلق صناعة جديدة يستفيد منها جميع شرائح المجتمع.

*عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، رئيس لجنتها الصناعية، نائب رئيس اللجنة الصناعية في مجلس الغرف السعودية، رئيس لجنة الصناعة والترويج في اتحاد الغرف الخليجية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي