اقتصادات آسيا تسعى إلى إقامة منطقة حرة .. والخلاف يلوح في الأفق
تسعى اقتصادات آسيا والمحيط الهادي إلى التحضير لإقامة منطقة تجارة حرة مترامية الأطراف، لكن الخلافات بشأن العملات والتنافس السياسي يهدد بتقويض التوافق الإقليمي.
وهدأت الولايات المتحدة والصين من سخونة الجدل بينهما بشأن التجارة واختلال الموازين التجارية في اجتماع وزراء مالية منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي "أبك" الذي يضم 21 دولة.
وفي الاجتماع الذي استضافته كيوتو عاصمة اليابان القديمة أمس الأول أعلن الوزراء أن الأعضاء سيتجهون بشكل أكبر نحو نظام سعر صرف تحدده السوق بما ينسجم مع العوامل الاقتصادية الأساسية، وفي الوقت نفسه يحجمون عن الخفض التنافسي لقيمة العملات.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر للصحافيين بأنه رغم التوافق الواسع في الوقت الحالي بشأن وضع إطار عام ما للسياسة من أجل تجنب خلل مفرط في موازين المعاملات الجارية فلا ينبغي توقع أن تتوصل قمة مجموعة العشرين في سول يومي 11 و12 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى أهداف محددة وذلك قبل قمة "أبك" مباشرة.
وقال جايتنر "ليس من السهل أن تخفضه إلى رقم في خانة الآحاد"، وكان قد ألمح في وقت سابق إلى ضرورة أن تسعى الدول إلى خفض الفائض أو العجز لنسبة مستهدفة من إجمالي الناتج المحلي بمرور الوقت.
وتختتم سلسلة اجتماعات "أبك" في يوكوهاما جنوبي طوكيو في مطلع الأسبوع المقبل بعقد قمة تجمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس وزراء اليابان ناوتو كان وزعماء آخرين في دول سريعة النمو على جانبي الهادي.
ووقع أعضاء "أبك" أكثر من مائة اتفاقية ثنائية وغيرها من اتفاقيات التجارة الحرة المحدودة، وجمعها معا بشكل ما في منطقة تمثل 44 في المائة من التجارة العالمية مهمة طموحة.
وقال هاروهيكو كورودا رئيس البنك الآسيوي للتنمية في مقابلة أمس "منطقة التجارة الحرة في آسيا والمحيط الهادي فكرة جيدة جدا".
وتابع "بدلا من إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية أو مع عدد صغير من الدول.. تحقق اتفاقيات التجارة الحرة نجاحا أفضل حين تضم عددا أكبر من الدول، لأنها لا تفيد الدول المشاركة فحسب بل تحد من التأثير السلبي في الدول غير الأعضاء وسيكون ذلك لمصلحة الاقتصاد العالمي".
وقال كورودا: إن التعاون الإقليمي ضروري للتعامل مع المعدلات المختلفة التي ترتفع عندها العملات في الأسواق الناشئة في آسيا.
وقال: "ترتفع أسعار عملات جنوب شرق آسيا، أما العملة الصينية فلا ترتفع. ثمة فجوة بين عملات الأسواق الناشئة. يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة، لذا ينبغي أن نناقش التعاون بشأن العملة في المنطقة بشكل أوسع. إذا ما تقدم التعاون والتنسيق الإقليمي فسيسهم ذلك في الحد من الاختلالات في الموازين العالمية".