رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الملائكة والشياطين

قال لي: انتهى الزمن الذي تتعامل فيه مع الجيل الجديد بأسلوب الفرض والقسر والجبر على الاقتناع بفكرة ما. هذا الجيل، يعيش عصره بمنطق ربما لم تتعوده الأجيال السابقة. منطق ينحو نحو مزيد من الاستقلال.
ربما حالات العنف الأسري التي نشهدها من آن لآخر، تصب بشكل أو بآخر في اتجاه الأخذ والرد بين جيل تعود أن يقال له فيسمع ويطيع، وجيل يرى أنَّ من حقه أن يُبدي رأيه في كل خياراته، وألا يفكر الآخرون بالنيابة عنه في كل الأحوال.
من المؤكد أن هذه المسألة تثير الحزن في نفوس غالبية من تجاوزوا سن الأربعين، وانتهى بهم الأمر إلى تكرار الكلمات التي كانوا يسمعونها من آبائهم في السابق: ''الله يرحم زمان أول''. هذا الصراع الدائر بين جيلين، يحتاج من الجيل السابق إلى التأقلم مع الجيل الجديد وليس العكس. يحتاج أيضا أن يتعود الحوار. أن يتعود الصبر وضبط الأعصاب.
من السهل جدا أن نتناسى ثقل تلقي الأوامر والطلبات والتوجيهات والنصائح من آبائنا وأمهاتنا ومعلمينا أيضا. لكن هذا الأمر يفاقم من إشكالية الصراع، ويضيف عبئا إلى عملية التواصل مع الأبناء.
من المهم ألا نحاول الانحياز وتصوير أنفسنا باعتبارنا ملائكة، وأبنائنا شياطين. الحياة تتبدل، هذا طبيعي. علينا نحن أيضا أن ننحني للعاصفة حتى لا تكسرنا الريح. ليس معنى هذا التخلي عن القيم الأساسية، لكن الأمر يتعلق بطريقة غرس هذه القيم. فما كان يجوز علينا ـــ الضرب في المدارس مثلا ـــ لم يعد سائغا مع أبنائنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي