حفلة شواء عراقية

ما حدث في العراق لم يكن مجرد حفلة شواء، تنتهي بذكرى طيبة. هناك حمام دم كان ولا يزال مستمرا. ولقد أعادت وثائق ''ويكيليكس'' فتح الجرح. ووضعت أصحاب الضمائر في مواجهة مع أنفسهم.
كل من رقص وهو يشاهد بغداد تتعرض للاستباحة، والغوغاء يرقصون على تمثال صدام. الغوغاء أنفسهم الذين قرروا أن ينفذوا حكم القتل في الرئيس السابق صدام حسين في يوم العيد. إنه صلف القوة، حينما لا يكون ثمة ضمير يحكمه ويضبطه. بكى كثيرون وهم يشهدون دخول القوات الأمريكية إلى العراق.
وبكى كثيرون وهم يشهدون الشريط الذي تم تسريبه لإعدام صدام حسين، ولحنجرته المشقوقة في سيارة الإسعاف. كان التعاطف إنساني بحت. فإهانة الإنسان، مهما بلغت خطاياه سلوك يعافه الشهم الأصيل.
وجاءت الوثائق لتشيع مزيدا من الألم، عن حالات القتل التي استشرت في العراق، ... كل حكاية من حكايات القتل، لا تمثل رقما فجا على طريقة: واحد، اثنان، ثلاثة. إنها أرواح بشرية. إنها أجساد لأناس يحملون أسماء وهويات ولديهم أقارب وذكريات وأحلام.
ربما تكون الأحلام العراقية بوطن أفضل مسألة مشروعة، لكن ما حدث بعد ذلك أن الحلم تأجل، وبقي فقط واقع أن البلد تعرض للاحتلال وكان ولا يزال يدفع يوميا أعدادا متزايدة من الضحايا، وتراجعت التنمية والتعليم والصحة. هذا الدرس ينبغي علينا ألا ننساه. عندما تستوطن الفتن في مجتمع من المجتمعات، يتسيد تجار الحروب وهواة الرقص على الجثث البشرية. وغالبا يغيب العقل حتى ممن تظن لوهلة أنهم حكماء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي