بنوك وصناديق الشرق الأوسط تسعى لاجتذاب ثروات النساء

بنوك وصناديق الشرق الأوسط تسعى لاجتذاب ثروات النساء

أشار تقرير لمجموعة بوسطن كونسلتنج أن النساء بالشرق الأوسط يسيطرن على 22 في المائة من إجمالي أصول المنطقة التي جرى استثمارها في عام 2009 بقيمة 500 مليار دولار.
وتسعى مؤسسات مالية في منطقة الخليج المحافظة، حيث يحجم كثير من النساء عن الاختلاط برجال من خارج أسرهن لاستغلال هذا التوجه مع انتشار الأفرع المخصصة للنساء فقط من البنوك وصناديق الاستثمار. وتقود الركب السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وقال تقرير لشركة الماسة كابيتال إنه من المعتقد أن السيولة المملوكة لنساء سعوديات تبلغ 11.9 مليار دولار.
وللبنك الأهلي التجاري السعودي 46 فرعا مخصصة للنساء فقط حاليا ارتفاعا من اثنين فقط في عام 1980. ويعتزم البنك السعودي الهولندي زيادة عدد فروعه التي تتعامل مع النساء فقط إلى 15 فرعا من 11 حاليا.
أما بالنسبة للصناديق فقد دشنت شركة الراجحي المالية قسما لإدارة ثروات السيدات في وقت سابق من العام الحالي وذلك إلى جانب صندوق الجوهرة النسائي الذي يستهدف السعوديات اللائي يبحثن عن استثمارات متنوعة.
وفي 2009 أطلقت شركة مايفير لإدارة الثروات ومقرها جزر كايمان صندوق ''أميرة'' في الشرق الأوسط والذي يقدم استشارات بشأن الاستثمارات الموافقة لأحكام الشريعة الإسلامية.
وتتطلع شركة البشاير للاستثمار في أبو ظبي - وهي شركة تقليدية لإدارة ثروات تستهدف المستثمرات- لإطلاق منتجات إسلامية تفي باحتياجات نساء المنطقة اللائي يفضلن الاستثمارات التي تتفق مع معتقداتهن الدينية.
وصرحت سارة محمد الرئيسة التنفيذية لشركة البشاير بأن بنوكا كثيرة أسست فروعا للنساء فقط تقتصر خدماتها حتى الآن على الحسابات المصرفية للأفراد وبطاقات الائتمان والقروض وليس على مساعدة النساء في تنمية ثرواتهن.
وقالت سارة محمد ''نرى فرصا كثيرة في السوق الوسيطة.. مثل النساء اللاتي لديهن أطفال صغار وسيولة لا تقل عن 100 ألف أو 250 ألف دولار يمكن استثمارها ويسعين لتنمية ثرواتهن''.
لكن خبراء يقولون إنه ينبغي بذل مزيد من الجهد لإزالة القيود التي عادة ما تفرضها الخليجيات على أنفسهن وتحول دون اضطلاعهن بدور نشط في عالم الاستثمار والأسواق المالية. وقالت موزة العتيبة الرئيسة التنفيذية لشركة العتيبة القابضة ''أنا واثقة بأن عددا أكبر من النساء اللائي نراهن يردن الانخراط''. وأضافت ''كثير من النساء ليس لديهن فكرة واضحة عن الاستثمار. النساء لديهن الحافز للعمل ونرى في جميع أنحاء العالم نساء يكسبن قوتهن. ولكن ثمة حاجزا ينبغي اجتيازه''.
وورثت كثيرات في المنطقة مثل العتيبة ثروة عن آبائهن أو أقارب آخرين وتمتلك النساء شركات نشطة في الخليج.
وبحسب دراسة أجراها أحد فروع البنك الدولي عام 2007 فقد حقق ثلث الشركات المملوكة لنساء في الإمارات العربية المتحدة أكثر من 100 ألف دولار سنويا مقارنة بنسبة 12 في المائة من الشركات المملوكة لأمريكيات.
وقالت العتيبة التي تركز أنشطة شركاتها على مشروعات التنمية بالإمارات إن نساء المنطقة يبحثن عن منتجات واستثمارات في منطقة الخليج لأنهن على دراية بهذه الأسواق ويجدنها آمنة ومن السهل دخولها.
ويقول خبراء إنه ينبغي مشاركة عدد أكبر من النساء في مستويات رفيعة في القطاع المصرفي الإسلامي للمساعدة في تطوير منتجات تجتذب عميلات. ومازالت صناعة التمويل تقع تحت هيمنة الرجل في شتى أنحاء العالم إلا أن المساحة المتاحة للمرأة في الشرق الأوسط أقل.
وقالت نداء رضا مديرة الأسواق المالية في بنك يونيكورن للاستثمار ''تعتقد الإدارة والرجال المنتمون للمدرسة القديمة أن النساء ينخرطن لفترة قصيرة ثم يغادرن''.
وتابعت ''هذا الشعور مبالغ فيه هنا في الخليج. لا تضطلع النساء بمناصب عليا في التمويل الإسلامي هنا''. وتقول نداء إنه إلى جانب شركات إدارة الثروات فإن صناديق رأس المال المغامر التي تستثمر في شركات مملوكة لنساء فقط وصناديق معاشات التقاعد الإسلامية وصناديق تعليم الأطفال سيكون لها جاذبية خاصة للنساء في الخليج.
وذكر هاري بهامبرا الشريك في شركة برايسيديوم أن الصناديق الائتمانية الإسلامية ستكون جاذبة لنساء المنطقة بصفة خاصة وتمكنهن من رعاية أطفالهن.
وقال ''أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت ولكن نرى أعدادا أكبر من النساء يشاركن في التمويل التقليدي ومن الطبيعي أن يتحولن للتمويل الإسلامي''.
ومن المؤكد أن يغري وجود خيارات استثمار أكثر عميلات مثل سارة الزرعوني التي تأمل في أن تؤسس شركة خاصة وتستثمر في المنتجات المالية من أجل بناتها وأعمارهن ستة وخمسة أعوام وعشرة أشهر.
وقالت ''أفكر في فتح حسابات لهن فقط في الوقت الحالي ولكن ربما في المستقبل يمكنني مساعدتهن في افتتاح شركة أيضا. ربما يصبحن مديرات ماليات في المستقبل. من يدري..''.

الأكثر قراءة