يا شيخ لك الله ما تهاونا
لا يمكن أن يختزل الجهد المبذول، والاحترافية التي قدمتها إدارة ناديي الهلال والشباب في سعيهما الجاد نحو بلوغ النهائي الآسيوي، وهو الحلم الذي دغدغ مشاعرنا في جعل الختام الآسيوي سعوديا من خلال تأهلهما للنهائي، من خلال خسارة جولة شاءت إرادة الله أن تكون هي نهاية المشوار، والحلم الجميل؛ لأنه من الظلم التفريط بمثل هذه القدرات الإدارية القادرة على صناعة الفارق في العمل الإداري، وأظهرت قدرة كبيرة في صناعة العمل التنظيمي داخل إدارات الأندية، حتى أصبح العمل الذي رسما طريقه نهجا يحتذى لمن يريد الوصول للتميز في هذا المجال؛ ولأن الخسارة التي حدثت لكلا الفريقين أتت من أسباب لم يكن للجهد الإداري المبذول أي دور فيها، بل لو وفق الجهاز الفني في التعامل مع مباريات هذه الجولة برسم التكتيك المناسب، والتعامل مع العناصر الموجودة لديهما بصورة أفضل؛ ربما تغيرت النتائج، الأمر الذي سيسهم بصورة أكبر في إبراز الجهد الذي تم تقديمه من قبل إدارتي الفريقين، فالخطأ الذي وقع من الجهاز الفني تسبب في ضياع جهد، وتخطيط مدروس بُذل خلاله الكثير من العرق، والمال، والصبر.
لذلك، فلسان حال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وخالد البلطان يقول للقائمين على الرياضة، وللجمهور السعودي (يا شيخ لك الله ما تهاونا)، لكنها النتائج التي ترتبط بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وليس بمقدار الجهد المبذول.
لذلك، من الحكمة أن يسعى الهلاليون في ثني الأمير عبد الرحمن عن استقالته؛ كي يكمل مسيرة العمل الجميل الذي لازمه منذ دخوله المجال الرياضي، ولأجل أن يستمر هذا النقاء، والصفاء لا بد أن يتواجد ويستمر الأمير رئيسا للهلال، والشيء ذاته يجب أن يسعى له الشبابيون في دعم، ومساندة رئيسهم الشاب الذي أحدث نقلة نوعية لفريقهم فأصبح يملك حضورا جماهيريا لافتا، وصوتا إعلاميا قويا جعل للشباب هيبة وحضورا مميزين.
خسارة البلوغ للنهائي الآسيوي ليست نهاية المطاف أو قاصمة الظهر، بل هي تجربة لها ما بعدها من الخطط الكفيلة بتحقيق الحلم من خلال خوض تجربة أخرى بعد اكتساب الخبرة، ولتجربة اللازمتين، والتي في مقدمتها إحضار مدرب وفق أجندة المسابقات التي يراد له أن يشرف على الفريق خلالها، لا أن تحدد مدة العقد بزمن معين، بل تكون مدة العقد بنهاية البطولة؛ كي يكمل المدرب مهمته فلا يحدث تشتيت أو إرباك للعمل أثناء هذه المنافسات القائمة.
خاتمة:
الفكر المتجدد، والنفس التي تملك الطموح، والقدرة على خلق المناخ المناسب للعمل، مع توفير جميع المقومات اللازمة للنجاح من أهم سمات العمل الإداري الناجح.
وما كنت راضٍ من زماني بما ترى .... ولكني راضٍ بمـا حكـم الدهـر
فإن كانت الأيـام خانـت عهودنـا .... فإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر