فضائيات الفتنة
الاتجاه إلى إغلاق الفضائيات التي تروج على التحريض والكراهية سواء من قبل ياسر الحبيب أو مخالفيه خطوة في الاتجاه الصحيح. بعض القنوات التي تم إغلاقها كانت تصب في آذاننا كل يوم كثيرا من العبارات التي تنقلها لتزيد إشعال فتيل فتنة لا يكاد يتوارى حتى يأتي شيطان في صورة ملاك ليشعله من جديد.
الذين يتعاطفون مع هذه القنوات، عليهم أن يسألوا أنفسهم، ما الذي استفادوه منها غير رفع ضغط الدم والتهييج الذي لا طائل منه، بل وأحيانا إعطاء نجومية لخصوم هم أصغر من أن يشغلوا اهتمامات الكبار والصغار على امتداد العالم الإسلامي. نحتاج عربيا إلى إعلام مسؤول. إعلام يسهم في تنمية الإنسان. في لفت نظره إلى حقوقه وواجباته. إعلام يقدم الترفيه بشكل يتواءم مع رغبات الناس، ولا يجور على هذه الرغبات، ويستورد لهم قوالب لا يتآلفون معها. إعلام يعيد صياغة الفكر بشكل يتحرر فيه من هيمنة التعصب والعنصرية الهوجاء، والتخوين الجاهز لكل من يتوخى أن يكون عاقلا ولا ينصاع لصوت الغوغاء فينزل معهم إلى الحضيض.
هناك قنوات خليجية دخلت في لعبة التجاذبات والاستقطابات التي تهدد سلام المجتمعات. وإخراس مثل هذه القنوات ـــ حتى إن تبجحت وتمنطقت بسيف الحرية ـــ هو السبيل الأمثل لقطع دابر الفتنة وصناعها. حمى الله مجتمعاتنا من صناع الفتنة ومن البلهاء الذين ينساقون خلفهم دون وعي.