إعادة اكتشاف الطرق الطبيعية التي تلهم الابتكار والأداء
إنهم يلتقطون معلومات مفيدة في الممرات وفي غرف تناول الطعام، وحتى في الحافلات أكثر مما يتعلمونه في قاعات الدراسة، ومع ذلك يظل التعليم الرسمي محسوبا على أنه الحل الأكثر شيوعا للتعليم والتدريب في الشركات. يقدم التعليم غير الرسمي نتائج أفضل من مجرد التدريس في الفصول التي تعتمد أحيانا على تركيبات مصطنعة لا علاقة لها بالواقع، حيث إن التدريب في مكان العمل دائما ما يكون موجها إلى المبتدئين، نجد أن الدارسين المتفوقين (عادة ما يكونون من أفضل العاملين) سرعان ما ينتهي بهم الأمر إلى الإصابة بالملل وفقدان الرغبة في الدراسة.
لهذه الأسباب نجد أن ورش العمل والتدريب في قاعات دراسية مسؤولة عن نحو من 10 إلى 20 في المائة من تعلم الموظفين. في حين يكتسب الموظفون النسبة الباقية من معارفهم بشكل غير رسمي من خلال الحديث مع زملائهم والملاحظة وحل المشكلات بالتجربة والخطأ. توحي الكثير من طرق التدريب الرسمي إلى الدارسين بأنهم غير أكفاء إلى حد ما، وهو ما يعوق تقدمهم واستفادتهم من البرامج التدريبية في الأساس.
يطلق مصطلح ''ما وراء العملية التعليمية'' على تعلم الطرق المثلى للتعلم. تساعد ورش العمل التي تعلم هذه المهارة المشاركين على إجادة الطرق المختلفة لاكتساب المعرفة. وتتضمن تقنياتها المناقشة والأنشطة الجماعية والتكرار والتفكير لتصب جميعها في اتجاه واحد، هو تمكين المشاركين من ''إدارة معارفهم الشخصية''. يقوم المشاركون في هذه الورش بإجراء الأبحاث والاطلاع على الدوريات لبناء قدرتهم على استيعاب المعلومات بطريقة فعالة، ويجربون شرح المواد لأنفسهم من أجل استيعابها، ويقومون بتطوير حدسهم كيفية اختيار البيانات واسترجاعها واستخدامها. التدريب غير الرسمي يضفي الكثير من المتعة على العمل، وبالتالي يحد من غياب الموظفين ومن الضغوط التي يتعرضون لها. يعطي هذا النوع من التدريب عائدا جيدا للاستثمار عن طريق توجيه النفقات التعليمية والتدريبية للشركة إلى حيث يمكن أن تحقق أعظم فائدة. كما أنه أيضا يشجع على الابتكار ويقلل التكاليف ويحسن الأداء.بعض الناس لديهم القدرة على اكتساب المعرفة بمجرد تصفح المعلومات في مجال اهتمامهم. والواقع أن التصفح هو مثال جيد للتعليم غير الرسمي. ففي سياق الفصل الدراسي يكون المدرس أو المحاضر هو المسؤول، وهو من يملي على الدارسين ما يتعلمونه ومتى وكيف يتعلمونه. أما في التعليم غير الرسمي فيكون بلا حدود.