رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تجارة تخسرك وعمر يربحك

كنت مع أحد الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث ففاجأني بالحديث عن بعض ضحايا الأسهم، الذين يعرفهم شخصيا وخسروا أموالا طائلة وبعضهم لم يخسرها في الداخل بل في دول خارجية وبعض هؤلاء الخاسرين أسهمهم كانوا ضحية لمحفزين لهم على الدخول في عملية شراء الأسهم، ولعلي أكتفي بسرد قصة واحدة منها أثرت في نفسي، يقول صديقي: أعرف رجل أعمال صديقا ورث أموالا طائلة من والده جمعها من البيع والشراء في العقار ومكث هو أيضا يسير على خطى والده في تجارة العقار، وفجأة دخل عليه أشخاص من غير هذه البلاد وحاولوا إقناعه بالدخول في الأسهم بإحدى الدول الغربية، ولكنه كان يخبرهم بعدم رغبته بذلك ولكنهم كانوا يغرونه ويحاولون إقناعه، ولم يقتنع بذلك ولكن أمام إغراءاتهم له رأى أن يذهب لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ المفتي العام للمملكة، حيث عرض الأمر عليه، حيث نصحه الشيخ بن باز بالاستمرار في تجارة والده والبعد عن تلك التجارة، واستقر على رأي الشيخ، لكن أولئك الأشخاص استمروا خلفه وفي النهاية لم يستطع مقاومة إغراءاتهم وبأن المكاسب سريعة وفيها قفزة كبيرة في عالم التجارة.

وأمام هذه المحاولات المستمرة قرر أن يوجه ثروته الكبيرة إلى الأسهم خارج البلاد، وحصل في البداية كغيره على الأرباح ثم بعد ذلك ما لبث أن انهار السوق، وأفلست الشركة التي كانت تشغل أمواله فخسرها كلها، وأصبح بين ليلة وضحاها بعيدا عن ذلك الوضع الذي كان عليه. ويضيف صديقي أن الرجل تعرض لحالة نفسية لعدة أشهر لم يفق منها سريعا، ولم يخرج منها إلا بتوفيق الله رب العالمين.

## مصيبة تعرض لها

هذا الرجل الذي حكى لي قصته أثق في حديثه وحديثه ما هو إلا جزء من آخرين تعرضوا لخسائر كبيرة في سوق الأسهم بالداخل، بعضهم خسر حياته على أثرها وأصبحوا في عداد الأموات، وهي مصيبة تعرض لها كثيرون، بعضهم باع بيته لينتقل من حاله المتوسطة إلى خانة الأثرياء وجاءته الفرصة لكن حب المال جعله يستمر في المساهمات حتى خسر كل ما يملك. وليت ذلك يكفي لكان انتهى الأمر لكنه تورط في ديون لم يخرج منها حتى الآن، وآخرون فقدوا أرواحهم نسأل الله لهم المغفرة والرحمة، والأنكى من ذلك من فقدوا عقولهم نتيجة لتلك الخسائر نسأل الله لهم الشفاء، وأن يعودوا للحياة فكلما طالت حياة المسلم وحسن عمله في الدنيا كان ذلك خيرا له وإن خسر الدنيا ماديا فهو سيكسب بإذن الله الآخرة للأبد إذا طال عمره وحسن عمله ويدل على ذل حديث أبي صفوان عبد الله بن بسر الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

فكل إنسان يستطيع أن يعمل عملاً صالحاً قد يحسن خاتمته في الدنيا فهو على خير، بل إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر أن بعض الأعمال الصالحة سبب لطول العمر وذلك مثل صلة الرحم. (قال النبي عليه الصلاة والسلام: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)، وصلة الرحم من أسباب طول العمر، فإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يجعله ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، من أجل أن يكون من خير الناس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي