رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الهلال وسخط العاطفة..!!

كل ما أخشاه على الهلال في هذه المرحلة ومع هذا التصعيد "الباذخ" نحو البطولة القارية، أن تكون تلك البطولة وحدها مقياساً للنجاح والفشل، وأن يخسر الفريق كل المكتسبات التي حققها خلال السنوات الماضية بمجرد خسارة بطولة تشابه كل البطولات، يمكن أن تحققها في أي وقت وتخسرها في أوقات كثر.
يجب ألا يمنح بنو هلال البطولة القارية أكثر مما تستحق، ويجعلوها وحدها مقياساً للعمل، ويجب أن يهيئوا أنفسهم بصنوفهم كافة للخسارة والربح، وأن يكون تعاطيهم مع الحدث راشداً واحترافياً، فلا إفراط في الفرح ولا تفريط في المكتسبات التي حققوها خلال الأعوام الماضية في حال الخسارة، فما هي إلا بطولة كسبها الفريق ست سابقات وخسرها مرات عدة.
ربما يعطي البعض البطولة القارية أهمية قصوى، ولكن خسارتها ليست نهاية المطاف، ولا كسبها آخر الإنجازات، فالتوفيق غالباً ما يكون السبب الرئيس في تحقيق أي بطولة، والعمل وحده هو الكفيل بأن تخطو للأمام دوماً، والقادر على منحك "الشهية" لالتهام البطولات، وإن جانبك التوفيق في يوم فسيكون حاضراً في أيام.
في عام 92 إن لم تخني الذاكرة تم استبعاد يوغسلافيا من بطولة الأمم الأوروبية لأسباب سياسية وكان البديل الدنمارك، والتي لم تتأهل للبطولة وخرجت من التصفيات الأولية، ولكنها جاءت من الخطوط الخلفية وتجاوزت الكل على الرغم من أنها ليست الأفضل ولكنها حققت البطولة بالتوفيق وحده ولكن أين هي الآن، ومثلها اليونان قبل سنوات كانت مغمورة وما زالت كذلك وحققت البطولة ذاتها بالتوفيق أيضا ولم تعد تُوجد بين الكبار.
لا شك أن الهلال مهيأ تماما لحصد البطولة القارية، ولكن خسارتها أمر وارد، فليس الأفضل دائما من ينتصر، فهناك عوامل كثر تتدخل في حسم البطولات، فقد تخسر إن جانبك التوفيق أو تدخلت صافرة ظالمة أو ظرف ما خلال مباراة حسم قد يفقدك نصف قوتك أو كلها.
من وجهة نظر شخصية ربما يوافقني عليها الكثير وقد يختلفون معي، أرى أن الهلال يمر في هذه المرحلة بأجمل مراحل عمره، وغدا بينه وبين الآخرين بون شاسع، لا على مستوى الفكر أو الأداء أو الثقافة الاحترافية، بل أراه حاليا يلامس الأندية العالمية "نهجاً" وفكراً، ويخطو خطوات ستتجاوز البطولة القارية ووهجها، وأجزم أن ما بعد البطولة الآسيوية سيأتي متى ما آمن الهلاليون بعملهم، وأنهم يسيرون في الطريق الصحيح.
يجب أن يسأل الهلاليون أنفسهم الآن وقبل أن تتلبسهم "العاطفة" بُعيد البطولة القارية فرحاً أو حزناً: هل ما قدّمه جيريتس ورفاقه يستحق الرضا؟ أجزم أن الكل أو لنقل الجُل راضون تماما عمّا قدّمه البلجيكي الداهية، إذن فهو يستحق الثناء والشكر في أي حالة يودّع فيها، ويجب أن يلقى حشداً كبيراً في ملعب الأمير سلمان بن عبد العزيز يلوِّح له بيده شاكراً سواء رحل في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أو في نهاية الموسم.
بينما الإدارة الحالية والتي تلمّح بالمغادرة، فأجزم أنها تستحق حشداً أضخم وفي درة الملاعب يفوق عدده 70 ألفا يلوِّحون لها شاكرين على كل ما قدّمته، فكل شيء يتلمسه الهلاليون بصنوفهم كافة الآن هو من صناعتها، وأظن أن هذا الحشد لا "يسد" لشكر مَن صنع هلال المتعة.
ليست ضربة "استباقية" لخسارة مقبلة، ولكنها المطالبة بالتعاطي برشد واحترافية مع الأحداث المقبلة أيا كانت، وألا تدفعهم العاطفة لتخطئة المحسن.
ما عنيته أن العواطف يجب ألا تتدخل في التقييم، وحصد بطولة شرطها الرئيس هو التوفيق، يجب ألا تكون مقياساً للعمل المقدم والجهد المبذول، يجب أن يقيم العمل باحترافية بعيداً عن رضا العاطفة وسخطها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي