جرائم على الإنترنت
أغرت التقنيات الإلكترونية المتطورة صغار الناس وكبارهم، متعلمهم وجاهلهم على أن يسجلوا لحظات حياتهم ويشركوا الآخرين فيها. هذا سلوك إنساني مضيء، خاصة إذا لم يعكس جوانب سلبية يمكن أن تؤذي الآخرين.
لكن صنفا من البشر، ظهروا عبر هذه التقنيات، وهم يمارسون جرائم تعاقب عليها التشريعات في مختلف بلدان العالم.
والشيء اللافت أن هؤلاء يصورون هذه التجاوزات بمحض اختيارهم ويباهون بهذا التصوير بل يعرضونه على الملأ من خلال مواقع المشاركة. وما إن تمر سويعات حتى يصبح هذا التصوير متاحا لجميع من يتصفحون الإنترنت.وفي حالات عدة كانت تتلقف هذه الملفات فئات تبدأ في تشكيل رأي عام ضاغط، يؤدي في الغالب إلى دخول الجهات الحقوقية والأمنية في المسألة والقبض على المتورط. مثل هذا السلوك الشاذ يعود في بعض جوانبه إلى تباهي ومفاخرة الشخص المتورط بهذه الجريمة. والبعض يستسهل تصوير حدث ما في لحظتها وقد ينقله إلى صديقه عن طريق البلوتوث ثم يتنقل من هاتف إلى آخر حتى يقوم أحدهم برفعه على الإنترنت، وتتحول تلك التسلية إلى فضيحة. وتستغرب حاليا من ظاهرة الناس الذين يتسابقون على رفع كاميراتهم وتصوير كل شيء، بما في ذلك التلصص على خصوصيات الآخرين.
من المؤكد أن قوانين جرائم الإنترنت بدأت تأخذ شكلا أكثر وضوحا، لكن هذه القوانين لا تزال غائبة عن أذهان كثير من شبابنا وفتياتنا. وهذا يتطلب سعيا نحو تشكيل وعي جماعي بحقوق الآخرين وأهمية عدم التعدي عليها. وهذه شيم الأسوياء.