رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


استقلالية الإعلام التقليدي لمنافسة الإعلام الجديد

من المسلم به أن الإعلام المحلي، وصل إلى درجة كبيرة من الحرية في إبداء الرأي. وهذا يعكس الرؤية السديدة التي يتبناها قادة هذه البلاد من أجل المساهمة في الإصلاح والتقدم. لكن الإعلام المحلي ما زال يجابه الكثير من العقبات في سبيل الارتقاء للمأمول منه، إضافة إلى بروز وسائل الإعلام الجديدة التي أصبحت تنافس الإعلام التقليدي وتتقدم عليه كثيرا في تغطية الأحداث وكشف الغطاء عن القضايا والأحداث المستترة.
المأمول من الإعلام المحلي وخصوصا الصحافة، أن تلعب دورا جوهريا في المساهمة في تحقيق النهضة الوطنية، كما يتطلع لها قادة هذه البلاد وكما يتطلع لها الشعب. الصحافة أو كما تعرف بالسلطة الرابعة تلعب دورا رئيسا في مراقبة وتوجيه الأداء وتوعية المجتمع. وهذا ما نفتقده في كثير من وسائل الإعلام الحالية، وهذا الأمر قد يعزى إلى عدد من الأسباب من أهمها وأكثرها تأثيرا هو عدم الاستقلالية في أداء العمل، إضافة إلى ضعف الموارد المالية التي تجعل الصحافة في معزل عن تأثيرات الجهات ذات العلاقة.
إحدى أهم الميزات التي سيتمتع بها الإعلام في حال توافر الموارد المالية التي تمكنه من أداء جميع مهامه دون النظر في أيدي المعلنين، أو استجداء الأخبار من القطاعات والإدارات الخدمية الأخرى. فعندما تمتع الصحيفة والعاملون فيها بالاستقلال والحرية دون الخوف من مواجهة الأزمات المالية، فإننا سنحصل على قوة رقابية هائلة تسهم في كشف الفساد وفرض العين المتابعة على كل جوانب الحياة. وهذا ما تتمتع به معظم وسائل الإعلام العالمية وعلى رأسها هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
لهذا، فإن المؤسسات الصحفية في المملكة مطالبة بتسريع الإجراءات لخصخصة هذا القطاع حتى يواكب التطلعات الملقاة على عاتقه. إضافة إلى أن المؤسسات الإعلامية في حاجة إلى تطوير مصادر الدخل لهذه المؤسسات حتى تتمكن من الوصول إلى الاستقلالية المرجوة، ومن أهم مصادر زيادة الدخل في هذا العصر، تبني المشاريع الاستثمارية والأوقاف التي ستؤسس لمرحلة إعلامية نحتاج إليها كثيرا لتسهم في توجيه المسار لتحقيق النهضة، وحتى نرفع من مستوى الدافعية لدى العاملين في القطاعات الأخرى حتى لا يكونوا صيدا سهلا للعين الرقيبة عليهم.
من المتداول في هذا العصر أن وسائل الإعلام قد تطورت بشكل كبير، حتى ظهر لنا ما اصطلح عليه بالإعلام الجديد وتتبناها وسائل تقديم الأخبار والمعارف بالطرق الحديثة من خلال مواقع الصحف الإلكترونية والمدونات وعصر الشبكات الاجتماعية كـ"الفيس بوك" و"تويتر" وشبكة جوجل الاجتماعية وغير ذلك.
هذه الوسائل لعبت دورا مهما في فترات سابقة في نقل الخبر وكشف الحقيقة عن موضوعات تهم حياة الناس في مختلف البلدان، ولكن الأمر المهم أن صحفنا حتى هذا اليوم ما زالت غائبة عن الاستفادة من طاقات الشباب المدونين والمنتمين لهذه الوسائل. والأمر الذي لا جدال فيه أن هذه الوسائل تتمتع باستقلالية كبيرة، وتعمل بحرية ودون ضغوط مما يكسبها مصداقية وشعبية كبيرة على المدى البعيد.
أعتقد أن قضية توفير مصادر التمويل ستكون رافدا مهما في تطوير العمل الإعلامي عموما، والصحافي خصوصا، فهل نرى قريبا صحيفة ممولة من أموال دافعي الزكاة والضرائب حتى تتمتع بالاستقلالية التي نحلم بها. أتمني ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي