الخبير المحلي والمستورد
طرائف كثيرة يحفظها كثيرون من أبناء جيلي بخصوص ظاهرة الخبير المستورد، الذي يتم غالبا اكتشاف أنه لا علاقة له بالخبرة ولا بأصولها، وأن الأمر كله عبارة عن عقود لتبادل الخبرات، تجعل مثل هؤلاء يحطون في العالم العربي بلقب خبير وفقا لمتطلبات العقد، وأحيانا يتعلمون الحلاقة في رؤوسنا.
وقد أفرزت الفضائيات ظاهرة يمكن أن نسميها الخبير المحلي، وصار أسهل شيء في إعلامنا العربي، أن تحصل على لقب خبير يأتي ليتلو اسمك، فتكتشف أنك صرت: خبيرا في شؤون الجماعات الإرهابية، أو خبيرا اقتصاديا، أو خبيرا في سياسات القوقاز.
هكذا يتم إسباغ الألقاب بسخاء، فلا تكاد تدري من الضاحك ومن المضحوك عليه، إذا كان المشاهد يعلم أن الأمر عبارة عن استغفال، وتستمر مرحلة تعريب الخبراء لتتواكب مع تغريب الخبراء الذين يعودون إلى بلدانهم خبراء إثر تدربهم لدينا.
هذا الابتذال في إطلاق الألقاب يعكس فراغا في المضمون الذي تقذف به الفضائيات العربية بشكل يومي. النتيجة المنشودة في النهاية إثارة دينية وطائفية وسياسية وفنية واجتماعية، وفي كل ساعة وموضوع يولد خبير جديد. في الوقت الذي يتوارى فيه المفكرون الحقيقيون، لأنهم لا يريدون المشاركة في مثل هذه العروض الهزلية.